قالت صحيفة معاريف العبرية، في مقال كتبه الأكاديمي حاييم مسغاف أن ربط قطاع غزة بالضفة الغربية وصفة مؤكدة لتصفية الدولة اليهودية.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أنه لا يوجد حل سياسي استراتيجي لمشكلة قطاع غزة، فهو غير قابلة للسيطرة، والخطوة الوحيدة التي يجب أن تتخذها "تل أبيب" هي مواصلة الفعل ضد القطاع.
ونبه الكاتبإلى أن "قطاع غزة يشغل بال إسرائيل، مثل جرح ملتهب لا يوجد أي سبيل لإشفائه، فمنذ الخمسينيات خرجت منه بين الحين والآخر خلايا الفدائيين، وتسللت إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات وقاتلهم الجيش الإسرائيلي منذئذ، ولكن دون نجاح كبير".
وجاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، "وأسس بأمر من بن غوريون وحدة "101"، ضمن أمور أخرى، من أجل مقاتلة هذه الخلايا التي جاءت من القطاع".
وأضاف: "في 1956، خرجت إسرائيل للحرب واحتلت القطاع – وليس للمرة الأولى – إلى جانب كل شبه جزيرة سيناء، ولكن بعد بضعة أشهر انسحب الجيش الاسرائيلي من هناك بسبب اضطرارات دولية"، مضيفا: "القصة لم يكن لها أبدا نهاية سعيدة".
وفي 1967 "احتل القطاع مرة أخرى، ولكن ما لم يمكن فيه احتلاله هو العمليات (مقاومة الاحتلال)، ومصر لم ترغب فيه في اطار اتفاق سلام، وفي 1994، قرر اسحق رابين (رئيس وزراء أسبق) إيداعه في يدي ياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني)، على أمل أن يقاتل عرفات الخلايا الغزية (المقاومة)".
وقال: "هذا لم يحصل، بالطبع، ولكن كل الجنرالات، كثيري الميزانيات التقاعدية والمحملين بالعمولات المدللة، ممن يجلسون بصفتهم محللين مكلفين يواصلون الاقتراح علينا المشورات البائسة، فهم يجلسون في الاستوديوهات، ويحاولون أن يبيعوا لنا الحلول السحرية، وهذه ليست في قطاع غزة".
وأوضح مسغاف، أن "فك الارتباط البائس عن "غوش قطيف" (كتلة استيطانية كبيرة كانت تقع جنوب القطاع) كان محاولة أخرى للقضاء على رأس الإرهاب (المقاومة الفلسطينية) الذي يضرب بنا مثل كرة اللهيب التي تتدحرج من البركان، ولكن الأمر لم يجدِ نفعا".
ولفت بلغة تهكمية، إلى أن "تركيبة المحللين تتغير، ولكن نوعية المشورات لا تتغير، فهي دوما لا تفعل بنا إلا الشر، ينبغي المحاولة، يقول لنا فرسان السلام، وهم يرتادون قناع من يعرف السر"، مضيفا: "وباستثناء أن هذه المحاولات تنتهي دوما بالمصيبة؛ في أيام أوسلو وفي عهد فك الارتباط، كل هذا لم ينجح في حينه، وهذا لن ينجح الآن أيضا".
ووفق ذلك رأى الكاتب، أنه "لا معنى لاحتلال آخر لقطاع غزة، إذا كان بعد ذلك سيأتي انسحاب مع الذيل بين الساقين، فهو غير قابل للسيطرة، ودوما سيطرت فيه الخلايا"،
ونوه إلى أنه "يجب على إسرائيل أن تتعلم كيف تتعايش مع هذا"، مضيفا: "أن نضربهم، المرة تلو الأخرى، هذا جيد، ولكن هذا ليس حلا دائما، كما أن تسليم السيطرة هناك للسلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن هو بمثابة بركة باطلة"، بحسب تعبيره.
ونبه إلى أنه "ينبغي على إسرائيل أن تستوعب أنه ليس لهذا المكان (قطاع غزة) حل سياسي – استراتيجي، ومن يقترح اليوم ربط قطاع غزة بالضفة لأجل إقامة دولة فلسطينية، يقرر عمليا، وصفة مؤكدة لتصفية الدولة اليهودية".
وذكر مسغاف وهو محامي إسرائيلي، أن الحقيقة التي يجب الصدح بها للإسرائيليين، أنه "لن يكون هناك حل جيد لأزمتكم في المستقبل المنظور وينبغي مواصلة الفعل".