اعتبرت صحيفة "معاريف" العبرية، يوم الأحد، أن المشاركة في مسيرات العودة شرق قطاع غزة ، الجمعة الماضية، أثبتت أن "لا شيء تغير في القطاع" بعد جولة التصعيد الأخيرة.
وقال طال ليف رام محلل الشؤون الأمنية في "معاريف" إنّ عدد الفلسطينيّين الذين تظاهروا كان شبيهًا بالعدد قبل التصعيد الأخير، كما تطوّرت حوادث عنيفة بين المتظاهرين والجيش الإسرائيليّ، كما شهدت التظاهرات استشهاد شابّ فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، لأوّل مرّة منذ الإثنين الماضي.
ورجّح ليف رام أن يكون "التصعيد المقبل مسألة وقت"، ودلّل على ذلك كاتبًا "لا يهمّ عدد المباحثات الذي يجري وراء الكواليس، والمساعدات القطريّة التي تدخل القطاع. طالما أن الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي وبين المتظاهرين الفلسطينيين مستمرّ، وطالما ترمى قنابل يدويّة على الجيش الإسرائيلي، فإن التصعيد المقبل مسألة وقت".
ورجّح أن يكون سبب ذلك "سقوط عدد كبير من "القتلى" على الحدود، ما سيؤدي، مرّة أخرى، إلى إطلاق قذائف صاروخيّة أو لعمليات تدحرج كرة التصعيد".
ولفت ليف رام إلى أن مسيرات العودة، أول من أمس، تعبر عن عودة إلى نفس الوضع الذي استبق "جولة التصعيد الأخيرة"، "باستثناء، ربّما، إزالة التحذير من عمليّة وشيكة للجهاد الإسلامي، في محاولة مستجدّة من الحركة لإشعال الأوضاع".
وكتب ليف رام أنّ الأسبوع الجاري سيكون حسّاسًا، لأن الفلسطينيين يحيون في الأربعاء المقبل الذكرى الحادية والسّبعين للنكبة، وهو ذات الأسبوع الذي تبدأ فيه بإسرائيل فعاليّات مهرجان الـ"يوروفيجن"، بمشاركة دول أوروبيّة عديدة.
وأضاف ليف رام أن "الهدف الإسرائيلي هو إنهاء الأسبوع الجاري بهدوء" رغم "التظاهرات الضخمة التي يجري التحضير لها في قطاع غزّة" لإحياء ذكرى النكبة ، ولذلك "فإن إسرائيل ستحافظ على تأهب كبير بشكل خاص".
أمّا بخصوص العدوان الأخير على قطاع غزّة، فكتب ليف رام أن "نقطة الضوء كانت في الدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل حول مشروعيّة الدفاع عن نفسها. إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة لقي إدانة دوليّة" واستنتج أنه "من الصعب الافتراض أن إطلاق الصواريخ في أيّام المسابقة الدولية التي يشاهدها كل العالم سيخدم حماس "، لكنه استدرك بالقول "لا أوصي بالقفز إلى الاستنتاجات. لأن المنطق الغزيّ عصيّ على الفهم في إسرائيل".
وكشف ليف رام أن "نقطة الانطلاق في الجيش الإسرائيلي تأخذ بعين الحسبان احتمال أن تكون هنالك محاولات لتسخين الأوضاع الآن بالتحديد، في هذا التوقيت الحرج جدًا. ولذلك، في كل الحالات سيحافظ الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة على تأهب كبير جدًا، على طول الحدود".
أمّا بخصوص الردّ الإسرائيلي المحتمل على العمليات إن حدثت الآن، فزعم ليف رام أنه سيكون "معتدلًا ومنضبطًا، حتى لا تنجرّ إسرائيل إلى فخّ وتصعيد أمني غير معنيّة بهما".
وحذّر ليف رام أنه "بانقضاء هذا الأسبوع وانقضاء الـ’يوروفيجن’ معه، لن تختفي التوترات في الجبهة الفلسطينيّة. ومرّة أخرى، في الصيف، سيكون احتمال اندلاع حرب في قطاع غزّة أكبر، حتى بعد جولة التصعيد الأخيرة، التي لم تغيّر شيئًا".
يشار إلى أن جولة تصعيد انتهت فجر الاثنين الماضي، بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي، بعد جهود مصرية وأممية وقطرية، وذلك في أعقاب ارتقاء 27 فلسطينيا ومقتل 4 إسرائيليين.