إيران تتمسك بالمهلة الأوروبية وتلوح بالعودة لتخصيب اليورانيوم

الرئيس الايراني حسن روحاني

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن مهلة الشهرين التي حددتها إيران للأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم في إطار الاتفاق النووي أمر محسوم، وإنه بانتهائها ستبدأ إيران إجراءات لتقليل التزامها بالاتفاق، في إشارة إلى إمكانية العودة إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر والحشد العسكري الأميركي في المنطقة.

وأضاف أن على الأوروبيين التحرك بشكل جدي وفعال وتفعيل الآلية المالية، التي تسمح لطهران بالالتفاف على العقوبات الأميركية التي تستهدف وقف صادراتها من النفط كليا، بسرعة وضمان خطوط ائتمان تشمل كل القطاعات بما فيها تلك الخاضعة للعقوبات.

وأكد المسؤول الإيراني أن الحل لا يكمن في الوساطات أو الاتصال الهاتفي، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لديه أيضا الأرقام الهاتفية للإيرانيين، فيما يبدو ردا على ما أفادت به شبكة "سي أن أن" الأميركية من أن البيت الأبيض حدد رقما هاتفيا خاصا عن طريق سويسرا، في حال رغب الإيرانيون الاتصال بالرئيس الأميركي.

وكان رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي قد صرح -خلال زيارة لباريس- بأن بإمكان الدول الأوروبية منع انهيار الاتفاق النووي عن طريق تنفيذ الآلية المالية في المهلة التي حددتها طهران.

وأشار خرازي إلى أن الشعب الإيراني يشعر بتشاؤم شديد تجاه أوروبا بسبب ما وصفها بتبعيتها لسياسة الرئيس الأميركي، وإخفاقها في الوفاء بالتزاماتها.

كما أمهل الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء الماضي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) شهرين كي تفي بالتزاماتها من خلال تفعيل الآلية المالية.

وهدد روحاني بأنه في حالة لم تستجب الدول الثلاث لهذه المهلة، فإن إيران ستعود إلى تخصيب اليورانيوم، وهو ما ردت عليه فرنسا بتحذير إيران من أن انتهاك بنود الاتفاق النووي يعني فرض العقوبات عليها مجددا.

وعلى الصعيد الداخلي، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن روحاني دعا أمس السبت إلى الوحدة بين الفصائل السياسية في البلاد لتجاوز الظروف التي قال إنها ربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه الدولة تشديدا في العقوبات الأميركية.

تتزامن هذه التصريحات والمواقف مع استمرار الحشد واستعراض القوة البحرية والجوية الذي تمارسه واشنطن في المنطقة، في إطار تحركاتها التي بررتها بأنها للتصدي لتهديدات إيرانية "جدية ووشيكة".

فقد وافق وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان على إرسال السفينة "يو أس أس أرلنغتون" إلى الشرق الأوسط.

وستنضم هذه السفينة الهجومية البرمائية إلى حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" التي توجهت قبل أيام من البحر المتوسط إلى مياه الخليج.

كما تشمل التعزيزات الأميركية في المنطقة إرسال قاذفات من طراز "بي 52" إلى قاعدة "العديد" في قطر، وقاذفات أخرى من الطراز ذاته في قاعدة أخرى يرجح أنها قاعدة الظفرة في الإمارات، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وفيما بدا ردا مباشرا على الحشود العسكرية الأميركية وتحسبا لمواجهة محتملة، أفادت السبت شبكة سي أن أن في موقعها الإلكتروني بأن إيران حركت صواريخ بالستية قصيرة المدى وصواريخ كروز على متن قوارب صغيرة للحرس الثوري في مياه الخليج.

يشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت قد تحدثت قبل أيام عن تهديدات إيرانية تشمل شن هجمات على أهداف أميركية متنوعة بواسطة قوات إيرانية وأخرى عن طريق وكلاء لطهران بالمنطقة.

ووفق واشنطن، فإن الهجمات ربما تستهدف مصالح أميركية في باب المندب، وفي كل من العراق والكويت، فضلا عن استهداف قواعد ودبلوماسيين.