دعا عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الأسبق تل ابيب الى نزع سلاح حركة حماس وإعادة قطاع غزة للحكم الشرعي في الأمد البعيد، بواسطة خطوات سياسية وتوجه يفصل بين الكيانين الفلسطينيين، حماس والسلطة الفلسطينية.
وقال ان سياسة الفصل التقليدية بتقوية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وإضعاف حماس في قطاع غزة استبدلت بنموذج ’قطيعة وانقسام وإضعاف مزدوج’. وهذا النموذج يؤدي إلى تآكل الردع ،والأسوأ من ذلك، أنه إذا استمر هذا الوضع فإن النموذج الناجح في الضفة الغربية قد ينهار، بأثمان أعلى بكثير، حين تنفجر الضفة في وجه إسرائيل.
واعتبر يدلين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل وضعت "غايات إستراتيجية خاطئة" تجاه حركة حماس، التي تحكم القطاع، والفصائل الأخرى. وفسر ذلك بأنه "بدلا من أن تكون الغاية ترميم الردع ومنع تعاظم قوة حماس في الأمد المتوسط، وإضعافها واستبدالها في الأمد البعيد، تدفع إسرائيل إستراتيجية ’المال مقابل الهدوء’، الأمر الذي يرسخ حكم حماس ويضمن أيام قتالية أخرى قريبا، أو حربا واسعة".
وأضاف يدلين أنه توجد "جوانب إيجابية" في العدوان الأخير، بينها الغارات والقصف الإسرائيلي "الأكثر عنفا من مواجهات سابقة"، و"العودة إلى الاغتيالات"، وفي نظرة مستقبلية للأمد القصير، "تم ضمان، على ما يبدو، الهدوء في يوم الذكرى (للجنود الإسرائيليين القتلى) ويوم الاستقلال واليوروفيجين".
وتابع أن "الجوانب السلبية حاضرة بقوة"، بينها مقتل أربعة إسرائيليين، وأن "حماس أملى مرة أخرى توقيت أيام القتال وموعد وشكل انتهائها. والجمهور في إسرائيل دخل إلى المواجهة من دون أن يعرف تفاصيل التسوية المنشودة، وخرج منها من دون معرفة ما تم الاتفاق حوله. وما نعرفه هو أن إسرائيل تواصل دفع المال لمنظمة إرهابية وترفض التحدث مع الجهة التي تعترف بها الأسرة الدولية كصاحبة السيادة 0 السلطة الفلسطينية. والرسالة الموجهة للفلسطينيين هي أن يمارس الإرهاب ضد إسرائيل يحقق أهدافه أكثر ممن يمنعه".
وشدد يدلين على أن الأمر الأهم هو أن "الردع الإسرائيلي متآكل. أيام من القتال لم تعد تردع حماس. ومواجهة أوسع ما زالت تردع، لكن بالصورة التدريجية التي تتطور فيها الأمور، فإنه بات قريبا اليوم الذي سيتبدد فيه الارتداع من حرب شاملة. وفي النهاية، فإن إستراتيجية ’الهدوء سيقابل بالهدوء’ أو ’الهدوء مقابل المال’ استنفدت نفسها، و’إبقاء حماس كعنوان’ هو خطأ. وينبغي الانتقال إلى ترميم الردع، من خلال توجيه ضربة شديدة إلى الذراع العسكري لحماس... والأم المهم هو المبادرة، بدلا من الانجرار الذي يميز الجولات الأخيرة. ومن ليس مستعدا لجعل خصمه ينهار لا أمل بأن يردعه".