على مدار 48 ساعة لم يكن هناك صوت في الكويت يعلو على صوت الحملة الشعبية لجمع الدية المطلوبة للإفراج عن خالد نقا -أحد أبناء قبيلة العوازم- وقدرها 10 ملايين دينار (نحو 33 مليون دولار)، وهي أكبر دية تجمع في تاريخ الكويت.
الحملة التي غطت أصداؤها على مناقشة مجلس الأمة الكويتي لاستجوابين نيابيين، انطلقت مطلع الشهر الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واكتسبت زخما كبيرا في آخر يومين من الشهر، وذلك عبر دعوات شارك فيها مشايخ دين معروفون وشخصيات اجتماعية، كما دعا فيها أمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع الشعب الكويتي وأبناء الأسرة الحاكمة للمساعدة في جمع الدية.
وتعود حادثة القتل إلى مارس/آذار 2001 حين أقدم الضابط في وزارة الداخلية وقتها خالد نقا العازمي على قتل رئيسة تحرير مجلة المجالس الصحفية هداية سلطان السالم، وهي أول امرأة كويتية تتولى رئاسة تحرير إحدى المطبوعات، وذلك لحظة توقفها بسيارتها أمام إحدى إشارات المرور بشارع دمشق قرب العاصمة الكويت.
الحملة نجحت وفقا لشقيق نقا في جمع المبلغ خلال 48 ساعة من إطلاقها رسميا صباح الاثنين الماضي، وتجاوز عدد الحشود المشاركة في الفعالية الخاصة بجمع التبرعات لها مساء اليوم نفسه 50 ألف مشارك وفق القائمين عليها، وهو أمر لم تتفاجأ به العائلة التي وجهت الشكر لعموم أبناء الكويت المعروفين بسخاء عطائهم وإلى المتبرعين من كافة دول الخليج.
وأوضح رئيس مجلس إدارة المبرة راشد فلاح الوسمي أن جمع الدية ليس من الأمور التي يسمح للمبرة القيام بها إلا بعد الحصول على إذن من وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأشار إلى أن السماح للمبرة بجمع التبرع جاء بعد اطلاع وزارتي الشؤون والعدل على الاتفاق الموقع بين العائلتين بشأن قبول الدية، وقد تم الاتفاق على أن يكون جمع المبلغ عبر آليات محددة وهي التبرع عبر الإنترنت والشيكات والتحويل بين البنوك فقط، لافتا إلى أن المبرة مقيدة بجمع المبلغ المحدد فقط.
وذكر أنه عقب حصر التبرعات من كافة الوسائل المتاحة سيتم تسليم المبلغ إلى وزارة العدل، ومن ثم توقيع عقد مع الورثة وتسليم كل منهم حصته في الدية.
وعقب حصول ذوي القتيلة على الدية، سيكون الطريق مفتوحا لاستكمال باقي الإجراءات الأخرى من الجهات القضائية ومن بينها تنازل ذوي القتيلة أمام كاتب العدل تمهيدا لصدور عفو أميري بحق نقا.
نايف فلاح بن جامع نجل أمير قبيلة العوازم -المعروفة تاريخيا باسم "أولاد عطا" نسبة إلى جدهم الأول- ذكر للجزيرة نت أن الحملة شارك فيها جميع مكونات الشعب الكويتي من الحضر والبدو والسنة والشيعة، بالإضافة إلى عدد من شيوخ أبناء أسرة الصباح.