قالت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خالدة جرار، إن المدخل الأساسي لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وبناء منظمة التحرير ومواجهة المشاريع التصفوية هو
الدعوة لانتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد يسبقه حوار وطني واسع، داعيةً لوجود ائتلاف فلسطيني وعربي ودولي قوي لمواجهة "صفقة القرن".
وأوضحت جرار، أن هناك اتفاق وطني على آلية واضحة عبر الإطار القيادي لترتيب البيت الفلسطيني، وهذا يستوجب أن يجتمع هذا الإطار بشكلٍ دوري من أجل تحديد
هذه الآليات بحضور الكل، ومن جانب آخر استخلاص العبر لكل التجربة الفلسطينية من أوسلو وحتى الآن وغيرها من الاتفاقيات التي أضرت بالقضية، والاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة كافة التحديات.
ونوَّهت جرار إلى "ضرورة الفصل بين الكيانية ووحدانية التمثيل للمنظمة وبين أهمية إعادة بنائها وتطويرها"، مُشددةً على أن "المنظمة ككيان تعتبر الممثل الوحيد الذي يجمع الكل الفلسطيني في الداخل والشتات
إلا أنها بحاجة إلى إعادة بناء وتطوير وإلى آلية واستراتيجية واضحة لإدارة النظام السياسي الفلسطيني وبتمثيل الجميع، وضرورة دمقرطتها، والمراجعة الشاملة لكل التجربة النضالية الفلسطينية، والاتفاق على برنامج نضالي موحَّد لمواجهة صفقة القرن".
وأكَّدت جرار على أن "إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة مسألة ضرورية ومفتاحية لمواجهة صفقة القرن"، لافتةً أن "هناك محاولات حثيثة من الولايات المتحدة والاحتلال الصهيوني لإيجاد بدائل عن المنظمة بهدف تمزيق تمثيل الكل، وتحويلنا من شعب فلسطيني له قضية وطنية وحقوق ثابتة إلى مجموعات، وكل مجموعة يمثلها طرف من الأطراف".
وأشارت جرار إلى أن "المشاريع الأمريكية لتصفية قضيتنا ليست جديدة، فهناك مشاريع كثيرة سعت لتمريرها كان الهدف منها تصفية قضيتنا وإيجاد بدائل للتمثيل الفلسطيني، بالإضافة إلى المخططات التي تستهدف أيضاً الأمة العربية".
وأضافت جرار أن "الإدارة الأمريكية ومعها عدد من الأنظمة الرجعية العربية والكيان الصهيوني يعملون على إعادة انتاج مشاريعهم في المنطقة عبر صفقة القرن"، مُشددةً على "ضرورة عدم اقتصار مواجهة صفقة القرن على الطرف الفلسطيني، بل هي مهمة تقع على عاتق الأمة العربية، لأنه ضمن أهداف الصفقة هو إعادة ترتيب المنطقة في إطار جديد على المستويين الإقليمي والعربي، وإعادة ترتيب التحالفات على المستوى الدولي".
وشددت جرار أن "حالة الإجماع على رفض صفقة القرن على أهميتها ليست وحدها القادرة على مواجهة الصفقة، بل من خلال اشتقاق آليات وبرامج وإستراتيجية واضحة لمواجهتها سواء كانت فلسطينية أو عربية".
ودعت جرار الشعوب العربية والأحزاب والهيئات والنقابات العربية "لرفض التطبيع والتصدي ومواجهة محاولات تقسيم المنطقة وتمزيقها وإغراقها في حروب واقتتال داخلي".
وفي معرض إجابتها حول علاقة الجبهة مع المنظمة، قالت جرار أن "الجبهة كانت دومًا معارضة لسياسات الهيمنة والتفرد ومحاولات إفراغ المنظمة من مضمونها كجبهة وطنية عريضة تمثل الكل الفلسطيني".
وأكدت أن "عدم مشاركة الجبهة في الاجتماعات الأخيرة للمجلسين الوطني والمركزي، لأنها رأت في هذه الترتيبات تعزيز للانقسام وغير ملائمة لتوحيد شعبنا واستخلاص العبر من التجربة النضالية السابقة، كما أن تكريس سياسة الهيمنة والتفرد بالقرار يؤكَّد عدم جدية القيادة في تطوير وإعادة بناء المنظمة وتمثيل الكل الوطني فيها".
واستدركت جرار: "الموضوع ليس موضوع دور الجبهة على أهميتها، وإنما الموضوع كيف كفلسطينيين مجتمعين أن نتوحد في مواجهة الأخطار الحالية والقادمة، فهدف الجميع هو تقوية التمثيل والدفاع عنه وصوغ استراتيجية عناصرها الصمود والمقاومة والوحدة، فهي العناصر الرئيسية التي ترتكز عليها إعادة البناء لمؤسساتنا الوطنية ومواجهة صفقة القرن".
وأعربت جرار، عن "أملها بأن تكون الظروف الخطيرة والأخطار الداهمة التي تتهدد قضيتنا تجبر الجميع على التوحَّد، ما يستدعي دعوة الاطار القيادي الذي تم الاتفاق عليه عام 2011 للقاء فوري لبدء العمل ووضع آليات جدية لمواجهة كل التحديات، بعيدًا عن المناكفات والحصص، والارتقاء بمستوى النقاش".
وشددت على أن "هذا الوضع الخطير يستدعي من الجميع أن يترفع عن كل شيء وأن يبدأ هذا الحوار بشكلٍ فوري فهو أبلغ رد على كل من يراهن على إبقاء الانقسام، فهي نقطة البداية وبعدها نناقش آليات تنفيذ كل الاتفاقات وبما يعيد الاعتبار لمؤسساتنا الوطنية ويوحد طاقات شعبنا في مواجهة مشاريع التصفية".