أعلنوا وفاتها 3 مرات ودُفنت مرتين.. نبش قبر شابة بعد سماع أصوات

نبش قبر سيدة

رام الله الإخباري

يركض الأطفال وراء الكرة مصدرين أصواتاً عالية، لم تغطِّ على حدَّتها سوى صرخات مفزعة لسيدة خرجت مهرولة من مقبرة مدينة «ابن أحمد» ، لتخبر المكلف الحراسة بأنها سمعت طَرقاً منتظماً وأصوات أنين صادرة من قبر حديث!

أسبوع بالتمام مرَّ على دفن «حبيبة» (32 عاماً)، تاركةً وراءها 3 أطفال، بعد أن خضعت لعملية جراحية على مستوى الغدة الدرقية بإحدى المصحات الخاصة في الدار البيضاء.

إلا أنّ طلب الاستشفاء هذا لم يتكلل بالنجاح، على الرغم من استيقاظ المريضة وحديثها مع بعض أقاربها، ليعلن الطبيب المشرف على حالتها وفاتها يوماً واحداً فقط بعد العملية.

لم يكن إعلان وفاة المريضة يوم السبت 6 أبريل/نيسان 2019، نهائياً، فما إن استعدَّ زوجها وإخوتها لتسلُّم الجثة بداية الأسبوع الجاري، حتى تلقوا اتصالاً من المصحة يخبرهم بأنها حيّةٌ تُرزق وتخضع للإنعاش بالعناية المركزة.

تنفَّس الأهل الصعداء، إلا أن ترقُّبهم وتساؤلاتهم باتت مضاعفة تجاه الوضع الصحي الحقيقي للأم الشابة، خاصة أن الأنباء القادمة من المصحة لا تبشر بخير؛ ذلك أن المريضة دخلت في غيبوبة عميقة انتهت بإعلان ثانٍ للوفاة ليلة الثلاثاء، حيث تسلَّم زوج الشابة المغربي وأقاربها الجثة داخل صندوق خشبي بارد، ثم وُوريت الثرى يوم الأربعاء 10 أبريل/ نيسان 2019.

على مر الأسبوع، تواترت حكايات تسير جميعها في اتجاه سماع أصوات طَرق وأنين صادرة من قبر الفقيدة، إلا أنها «لم تؤخذ  على محمل الجد»، وفق ما أكده أحد أقارب «حبيبة» لـ»عربي بوست»، إذ اعتُبرت تلك الأخبار مجرد إشاعات وأحاديث واهية، لأن «لِّي مات ما كَيرْجَعْش»، (من مات لا يعود).

إلا أنَّ فزع السيدة الهاربة من المقبرة واستنهاضها همة الحارس وذهابهم جميعاً نحو مركز الشرطة مرفوقين بأطفال كانوا يلعبون مباراة كرة قدم، جعلت المصالح الأمنية تتعامل بجدية أكبر، حيث تم استصدار إذن من وكيل الملك، ليتم نبش القبر في حدود الساعة العاشرة من ليل الخميس 18 أبريل/نيسان 2019 وقد مرت 9 أيام على وفاة «حبيبة».

الطب الشرعي: الوفاة منذ أيام

أملُ أهل مدينة «ابن أحمد» في مساعدة المرأة، ورجاء ذويها أن تكون على قيد الحياة، ذهبا أدراج الرياح، حين أكد الطبيب المداوم بمستشفى المدينة الصغيرة أنها متوفية، موضحاً أن جميع العلامات الحيوية بجسمها متوقفة عن العمل، وضمن ذلك التنفسُ ودقاتُ القلب، لافتاً في الآن ذاته إلى عدم تعرُّض جسدها لبداية التحلل وغياب أي رائحة كريهة صادرة منه.

بدوره، كشف الطبيب الشرعي أن المرأة تُوفيت منذ أكثر من 4 أيام، موضحاً أن تأكيد البعض سماع صوتها في الأيام القليلة الماضية، أمر غير وارد ولا منطقي، » لا أستطيع تأكيد سبب الوفاة، فالمهمة التي قمت بها محصورة في إطار إثبات حالة وفاة»، يقول الطبيب.

المتحدث أكد في تقريره، أن علامات طبية وعلمية بدت ظاهرة على جثة المرأة من قبيل اخضرار بطنها، وهو ما يحيل إلى وفاتها منذ 4 أيام على الأقل، لافتاً إلى أن دفنها بصندوق خشبي أسهم في بطء تحلل الجثة.

حادثة قبر «ابن أحمد» الغريبة، أثارت جدلاً واسعاً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ممن تساءلوا عن حقيقة وفاة المرأة قبل دفنها، أو أنها ظلت تصارع داخل صندوقها طوال الأيام الأولى لها تحت الأرض، في حين سار آخرون إلى تأكيد استحالة قدرتها على الحياة داخل صندوق محكم وموصد بالحجارة وأكوام من التراب، بسبب غياب الأكسجين والماء.

بعد معاينة الطبيب الشرعي للجثة وتأكيد وفاتها بما لا يدع مجالاً للشك، أُعيدت عملية الدفن من جديد بالمقبرة نفسها وداخل القبر نفسه، في وقت ظل فيه زوج «حبيبة» يتساءل عن صحة الأصوات الغريبة والأنين، مؤكداً أنه قصد قبر زوجته مراراً طوال الأسبوع الماضي، دون أن يلحظ أي أمر غير طبيعي أو غريب.

 

عربي بوست