ترامب يهدد اسرائيل ويوجه تحذيراً لنتنياهو

ترامب ونتنياهو

رام الله الإخباري

وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طالبه خلالها بالحد من علاقات إسرائيل المتنامية مع الصين، منعًا لتضرر العلاقات الإسرائيلية الأميركية، بحسب القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي.

جاء ذلك بحسب ما نقل المراسل السياسي للقناة، باراك رافيد، عن مسؤولين اطلعا على مجريات اللقاء الذي جمع ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض في الـ26 من آذار/

مارس الماضي، والذي عُقد لحظات بعيد المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعلن خلاله ترامب، الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.

وأكد المصدران أن ترامب كان مباشرًا مع نتنياهو وقال له: "إذا لم تعملوا على الحد من التغلغل الصيني في إسرائيلي، التعاون المشترك الأمني والاستخباراتي سيتضرر". وعبّر ترامب خلال اللقاء عن المشاريع الصينية الضخمة في إسرائيلي والتي تتعلق بمجالي الاتصالات والبنى التحتية. الأمر الذي سيتيح الفرصة لنشاط تجسس صيني.

ورغم "الأجواء الاحتفاليّة" لزيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض أواخر آذار/ مارس الماضي التي شهدت اعترافًا أميركيًا بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السوري

المحتل، إلا أن موضوع الاستثمارات الصينيّة كان حاضرًا بقوة، كما كان متوقعًا، فقد أنذر بومبيو، في زيارة إلى البلاد سبقت زيارة نتنياهو للبيت الأبيض بأيام، من تضرر

العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وخصوصًا التعاون المشترك في مجالي الأمن والاستخبارات، إذا لم تحد إسرائيل من علاقتها المتنامية مع الصين.

وبحسب القناة، فإن نتنياهو أبلغ الإدارة الأميركية أنه على وشك الموافقة على آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية في إسرائيل. وقال إنه "عقد اجتماعات للمجلس

الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، حول هذه القضية، وتم تأجيل أية خطوة بشأنها بسبب الخلافات الداخلية مع وزارتي الخارجية والمالية في إسرائيل".

ووفق ذات المصدر، فإن ترامب خلال اجتماعه مع نتنياهو، أعرب عن قلقه إزاء تغلغل الصين في إسرائيل، وخاصةً أن الأولى تقيم العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة مثل ميناء حيفا الجديد، إلى جانب قلق واشنطن من فوز شركات اتصالات صينية في مناقصات لبناء شبكات خلوية في إسرائيل.

ووفقا للمصادر، فإن ترامب لم يقدم إنذارا نهائيا لنتنياهو ولم تحدثه بلهجة تهديد، لكنه طلب الاطلاع على ما يجري، وأبلغه بشكل واضح أن التعاون الأمني قد يتضرر في حال لم يتم الحد من العلاقات مع الصين.

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "هآرتس" خلال زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، أن باحثين أميركيين أوصوا الإدارة الأميركيّة بمساعدة إسرائيل في إنشاء آلية لمراقبة التكنولوجيا والاستثمارات الصينيّة في إسرائيل، بالإضافة إلى أن تضاعف الولايات المتحدة من دورها في مراقبة الاستثمارات الصينيّة لمنع الإضرار أمنيًا بمصالحها.

وحذّر الخبراء الأميركيّون في معهد "راند" من أن ضرر الاستثمارات الصينية في البنى التحتيّة الإسرائيلية لن يقتصر على إسرائيل، إنما قد يطال الولايات المتحدة الأميركيّة. وخلص التقرير إلى أن العلاقات الإسرائيليّة الصينية الآخذة بالتوطّد ستؤدي إلى تضارب مصالح بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وتثير الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وخصوصًا في ميناء حيفا، قلقًا أميركيًا استدعى زيارةً من مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إلى البلاد في السابع من كانون الثاني/ يناير الماضي؛ وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، حينها، أن موضوع الاستثمارات الصينية شكل "الوجبة الرئيسية" خلال اللقاء الذي جمع بولتون بنتنياهو، وهو في صلب الاهتمام الأميركي.

أما أبرز مجالات الاستثمار التي تقلق الولايات المتحدة، فهي اختراق التكنولوجيا الصينية للسوق الإسرائيلي، وخصوصًا هواتف شركتي "هواوي" وZTE، بحسب ما قال

مسؤول مقرب من بولتون للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى تل أبيب، أواخر شباط/ فبراير الماضي، في حين ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان) أن الولايات المتحدة منزعجة من الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا.

وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها مسؤولون أميركيون قضية "الاختراق الصيني" للاقتصاد الإسرائيلي، إذ ذكرت صحيفة "هآرتس"، مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، أن مسؤولين أميركيين حذروا نظراءَهم الإسرائيليين من أن الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا وبنى تحتية إسرائيلية أخرى سيصعب من استمرار التعاون مع البحرية الأميركية.

 

عرب 48