رام الله الإخباري
أكد محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس بغزة، أن خطط توطين الفلسطينيين في سيناء عبر صفقة القرن المرتقبة، لا يُمكن القبول بها، لأنه وفق تعبيره فإن "حدود فلسطين معروفة، من النهر إلى البحر".
وقال الزهار في حوار مع صحيفة دنيا الوطن إن فلسطين هي التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وحركة حماس لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة من هذه الأرض، مضيفًا:
بعد تحرير فلسطين وإزالة الاحتلال عن هذه الأرض، يمكن أن يُصبح لنا علاقات مع جيراننا في الشمال والشرق والجنوب.
وأضاف: كل هذه الأراضي الإسلامية كانت أراض واحدة، وقُسّمت في عهد الاستعمار، لذا نقول إنه في ظل الاحتلال لن يكون أي شبر من الأراضي العربية، بديلًا عن شبر واحد من أرض فلسطين.
وفي قضية التفاهمات ما بين حركة حماس وإسرائيل، قال الزهار: إن الإسرائيليين دخلوا في زوبعة الانتخابات، وتشكيل الحكومة الجديدة، لكن حماس لا تضع ذلك في
حساباتها، لذا على الحكومة الحالية، أن تُنفذ ما تم الاتفاق عليه، وألا ننتظر تشكيل حكومة جديدة.
وعن قضية الممر الآمن الواصل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي أثيرت عبر الإعلام مؤخرًا، أشار الزهار إلى أن هذه التفاصيل ليس من الحكمة الحديث فيها، لكن الآن يوجد اتفاقيات مكتوبة، وحماس تُتابع التطبيق
وفي ذات الوقت لا تُعطي آمالًا، لكن عند تطبيق التفاهمات كاملة، ويتم التوصل لمرحلة أن هذه التطبيقات ستكون مستمرة، وليس مجرد قضايا مرحلية تتغير في لحظات، يُمكن عندئذ الإعلان عن كافة تفاصيل التفاهمات.
وفي سياق صفقة تبادل الأسرى، قال الزهار، إن المفاوضات لا تُخرج أي أسير فلسطيني، بل هي صفقات التبادل التي تُبيّض السجون، مشددًا على أن حركة حماس تُجيد اللعب على تلك الصفقات، لذا عهد الحركة للأسرى ألا تتنازل على ضفر واحد من الأسرى.
وهاجم القيادي البارز في حماس، الزعماء العرب، الذين يسعون لتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل، قائلًا: "إن معركة وعد الآخرة، ستسوء وجوه هؤلاء الزعامات العرب مع
إسرائيل"، مستدركًا: "من الحكمة أن ننصح هؤلاء المُطبّعين العرب لأن يكُفوّا عن هذه السياسات، وينحازوا لشعوبهم التي ترفض وتُجرّم التطبيع مع العدو.
ووجّه الزهار رسالة للزعماء العرب، قال فيها: أود أن أُذكر القادة والزعماء العرب الحاليين، أن آباءهم، الذين قادوا المنطقة خلال الخمسين سنة الماضية، قاوموا الاحتلال الإسرائيلي، على أرض فلسطين، وتوجت تلك المقاومة بمعركة 1948، ويكفينا أن نقول إن القائد عز الدين القسام، استشهد على أرض فلسطين.
وأضاف: أنه بعد عام 1948، جاء قادة أخرون، وكانوا أيضًا ضد الاحتلال، وحافظوا على أراضيهم وممتلكاتهم ومصالحهم، ورفضوا التطبيع مع العدو الإسرائيلي، لكن القيادات والزعامات الحالية جاءت بطريقة غير شرعية، أو بوراثة غير أخلاقية
اجتثت جذورهم وعلاقاتهم مع شعوبهم، فأرادوا أن يتقووا بقوى أجنبية، من خلال اللجوء إلى أمريكا، وهذه الأخيرة أوصلتهم إلى إسرائيل، حتى يتم التطبيع، مستدركًا: لكن رغم ذلك فتلك الممارسات لن تؤثر على القضية الفلسطينية، في ظل وجود برنامج المقاومة، يدرك معركة وعد الآخرة، تتجاوز المُطبعين، والمُهرولين باتجاه العدو الإسرائيلي.
وختم الزهار، حديثه، قائلًا: رسالتي أيضًا إلى الزعماء العرب، هي رسالة الأسرى المُضربين عن الطعام، حيث إن بعض الأسرى تجاوز الثلاثين عامًا، داخل سجون الاحتلال، فكيف يرى الزعماء أنفسهم أمام المرآة وبجانبهم يهود وصهاينة
بينما يشاهدون الأسرى يخوضون ملاحم الكرامة، موجهًا تساؤلًا إلى الزعماء العرب.. هل ترضون لبلادكم أن تُحتل أو أن يكون أبناؤكم أسرى في سجون إسرائيلية؟.
دنيا الوطن