هل يغير أردوغان حزب العدالة والتنمية بشكل جذري؟

اردوغان وحزب الحرية والعدالة

رام الله الإخباري

قال الكاتب عبد القادر سلفي في مقال بصحيفة "حرييت" إن الخيارات المتاحة بعد الانتخابات أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -باعتباره رئيسا لحزب العدالة والتنمية- متنوعة وكثيرة وستحدد مصير الحزب ومستقبله وقدراته.

ويضيف الكاتب أنه من المتوقع أن تشمل الإصلاحات والتغييرات -التي سيقودها أردوغان- جوانب اقتصادية وأخرى هيكلية متعلقة بالحزب، فضلا عن تغييرات على مستوى السياسة الداخلية والأمنية والحريات، وغيرها من القرارات.

واستدل الكاتب على أهمية قيادة تجديد وتحديث لحزب العدالة والتنمية، من خلال ما حصل مع حزب الوطن الأم سنة 1989

 فخلال ذلك الوقت تراجعت شعبية الحزب في الانتخابات المحلية، وخسر سيطرته على أنقرة وإسطنبول حينها، ليتصدر مكانه في المشهد السياسي حزب الرفاه. 

وتواصل فوز الرفاه أيضا في الانتخابات المحلية لسنة 1994، الأمر الذي جعل الحزب يحتكر البلديات الكبرى في أنقرة وإسطنبول، بالإضافة إلى ثلاث بلديات كبرى أخرى، وانتصر أيضا في الانتخابات العامة سنة 1995.

وبحسب الكاتب، تتمثل أوجه الشبه بين تلك الانتخابات وهذه الانتخابات في أن حزب الوطن الأم لم يستخلص الدروس والعبر من تراجعه في الانتخابات سنة 1989، مما فسح المجال أمام حزب الرفاه للتقدم وتصدر المشهد السياسي في تركيا، ولذلك فإن على جميع الأحزاب السياسية إدراك وفهم الرسائل التي يبعثها الشعب عبر صناديق الاقتراع بدلا من التسابق لإعلان الفوز بهذه البلدية أو تلك.

وأورد الكاتب ردود أردوغان على المباركين له بنجاح استفتاء النظام الرئاسي الذي أجري بتاريخ 16 نيسان/أبريل الماضي، حيث أكد للجميع حينها أن "الأهم هو انتخابات 2019"، وكان يقصد الانتخابات المحلية الحالية. 

كما تحدث الرئيس التركي حينها عن وجود "إرهاق" أصاب البنية الهيكلية لحزب العدالة والتنمية، باعثا بإشارات التجديد والتغيير، وهذا ما فعله جزئيا في بعض البلديات وتشكيلات الحزب، ولكن على ما يبدو فإن حزب العدالة والتنمية يحتاج لتغييرات جذرية أعمق من أجل الفوز بانتخابات 2023 كما يرى الكاتب.

معادلات جديدة

يقول الكاتب إن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة في تركيا أسفرت عن معادلات جديدة في المشهد السياسي التركي، حيث استطاع تحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية المحافظة على الاستقرار السياسي في البلاد، بعد فوزه بنسبة 52%. 

وأشار الكاتب إلى أن الناخبين بعثوا العديد من الرسائل لكلا الحزبين من خلال صناديق الاقتراع.

وأضاف أن جميع الأحزاب السياسية في تركيا خرجت راضية بشكل عام من الانتخابات المحلية، حيث حافظ حزب العدالة والتنمية على الصدارة بين الأحزاب التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات في عموم البلاد، وحصل تحالفه مع حزب الحركة القومية على تأييد 52% من مجمل الناخبين الذين فاق عددهم 57 مليون ناخب.

وبحسب الكاتب، فإن حزب الحركة القومية استفاد من هذا التحالف بزيادة عدد البلديات التي فاز بها، حيث نجح بالفوز برئاسة 12 بلدية رغم حصوله على نسبة 7.31% من أصوات الناخبين، في حين نجح حزب الشعب الجمهوري المعارض في استعادة مكانته في أنقرة لأول مرة منذ 25 عاما، وقد أظهرت النتائج الأولية أيضا تقدمه البسيط على حزب العدالة والتنمية في إسطنبول.

وقد أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى هذا الجانب من خلال الخطاب الذي ألقاه بعد الانتخابات، والذي أكد فيه أنه لا يوجد أحد ثابت على الإطلاق بما في ذلك الرئيس نفسه، وأن الشعب بعث رسالته بوضوح من خلال صندوق الاقتراع، وقد وصلت الرسالة إلى الحزب الحاكم.

ويختتم الكاتب التركي مقاله بالتأكيد على أن أكثر ميزة يتمتع بها حزب العدالة والتنمية عن غيره من الأحزاب متمثلة في إدارة رئيس قوي له وهو أردوغان الذي حافظ على شعبية حزبه وأنهى هذه الانتخابات أيضا بالحصول على نسبة 52% من الأصوات، ومع ذلك ستكون الأعين كلها موجهة نحوه لمعرفة قراره المتعلق بمستقبل حزبه، فإما أن يحدث تغييرات جذرية أو يكتفي ببعض التجديد والتغيير.

الجزيرة