رصد تقرير شهري صدر عن دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني وممتلكاته خلال آذار/ مارس المنصرم، وقد جاء فيه: أن قوات الاحتلال قتلت 21 مواطنا، وأصابت 639 مواطنا بجروح، واعتقلت ما يزيد عن 499 آخرين.
وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:
أولا: انتهاك الحق في الحياة
تواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل، حيث استشهد 21 مواطنا فلسطينيا، بينهم 5 أطفال ومسعف، فقد استشهد 11 مواطنا جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه المتظاهرين المشاركين في مسيرات قطاع غزة، و10 مواطنين في الضفة الغربية، أعدمتهم قوات الاحتلال بدم بارد، عن طريق إطلاق النار عليهم، بحجة محاولاتهم تنفيذ عمليات طعن ودهس ضد جنود الاحتلال.
فيما أصيب 639 مواطنا بجروح، 323 منهم نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني والمطاطي عليهم، وأصيب ما يقارب 316 بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، والغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الحدود في قطاع غزة، وكذلك جراء الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بالضرب المبرح أثناء الاحتجاز والمواجهات، وقمع المواطنين في محافظات الضفة الغربية، والمناطق المهددة بالاستيلاء لأعمال الاستيطان، وجدار الضم والتوسع، واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحتلة.
ثانيا: الأسرى.. معاناة متواصلة
انتهكت قوات الاحتلال المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين وقت الحرب، ومبادئ اتفاقيات جنيف الأربع، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب 499 مواطنا خلال الشهر المنصرم، بينهم العديد من الأطفال. فيما اعتدت وحدات القمع التابعة لسلطات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين في سجن "النقب" والذي يقبع فيه 1300 أسير، حيث شهد السجن مواجهات وتوتراً بالغاً بين الأسرى وإدارة المعتقل بسبب نصب الإدارة أجهزة تشويش تصدر إشعاعات ضارة وتسبب للأسرى أمراضاً كالسرطان، وأعراضاً غير مسبوقة من القلق، وقلة النوم، والصداع وآلام الرأس وتسارع في ضربات القلب، اضافة الى مشاكل في السمع.
وقد أدى اعتراض الاسرى على نصبها إلى اقتحام قوات القمع لأقسام النقب بشكل وحشي وقمعها للأسرى واستفزازهم والعبث بممتلكاتهم وتخريبها بطريقة همجية واستخدام الاحتلال الغاز السام، والرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة اكثر من 100 أسير بجروح، فيما نقل 15 أسيرا الى مستشفى "سوروكا".
وقيدت إدارة معتقل النقب 240 أسيرا في قسمي "4" و"7" ليومين في الساحة تحت البرد القارس، فيما نقلت إدارة "ريمون" الأسرى من قسم "7" إلى قسم "1"، الذي نصبت فيه "6" أجهزة تشويش، ورفضت الادارة الاستجابة لمطلب الأسرى بعدم ادخالهم الى القسم خشية على حياتهم.
كما لا يتلقى 180 أسيرا من بين أكثر من 1650 مريضا العلاج سوى المسكنات بغض النظر عن طبيعة مرضهم، و15 أسيرا مريضا يقبعون فيما تسمى عيادة سجن "الرملة" يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة، كما ارتفع عدد الأسرى المصابين بالسرطان إلى أكثر من 16 حالة وغيرهم من الأسرى المصابين بأمراض خطيرة كأمراض الفشل الكلوي، والقلب، وتصلب الشرايين وانسداد الأوعية الدموية، والجلطات، وغيرها من الأمراض التي تنتشر بين الأسرى في سجون الاحتلال وتتطلب علاجاً عاجلا.
و15 أسيرا معظمهم يعانون من الشلل ويتنقلون على كراسٍ متحركة، ويعتمدون على أسرى آخرين للقيام باحتياجاتهم اليومية، فيما يخوض الأسير محمد عيد صبيح طبنجة 38 عاما من مدينة نابلس والمعتقل في سجن النقب إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ (6/3/2019)، وينضم الأسير طبنجة إلى الأسير حسام الرزة والمضرب احتجاجاً على تمديد اعتقاله الإداري للمرة الثانية على التوالي. كما أبعدت سلطات الاحتلال عددا من المواطنين الفلسطينيين عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة؛ وأصدرت عدداً من قرارات الحبس المنزلي على عشرات المواطنين المقدسيين، بينهم عدد من حراس المسجد الأقصى، وفرضت غرامات مالية كشروط لإطلاق سراحهم، فيما احتجزت قوات الاحتلال 68 مواطنا على الحواجز العسكرية التي أنشأتها بين المدن، وأثناء قيامها بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين.
ثالثا: الاستيطان.. عنف المستوطنين، وتهويد القدس، ونهب الأرض
تحدث التقرير عن انتهاك سلطات الاحتلال كل من قرارات مجلس الأمن: (446 لسنة 1979) الذي يؤكد أن الاستيطان ونقل السكان الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية غير شرعي، والقرار رقم (452 لسنة 1979) بوقف الاستيطان، حتى في القدس، وبعدم الاعتراف بضمها، والقرار رقم (465 لسنة 1980) الذي دعا إلى تفكيك المستوطنات؛ حيث صادقت ما تسمى «الإدارة المدنية» للاحتلال على بناء 1427 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستعمرات الضفة الغربية المحتلة، في الحين الذي أجلت فيه "الإدارة المدنية" المصادقة على بناء 3500 وحدة أخرى إلى شهر نيسان/ إبريل الجاري، فيما شرعت آليات قطعان المستوطنين بتجريف أكثر من 10 دونمات محاذية للبؤرتين "إحيا" و"ايش كودش" المقامتين على أراضي المواطنين الفلسطينيين في قرية جالود / نابلس، وقام مستوطن بوضع سياج شائك وبيت متنقل (كرفان) في محيط قطعة أرض تبلغ مساحتها نحو 20 دونما في منطقة الساكوت في الأغوار الشمالية في محاولة للاستيلاء عليها، وقام مستوطنو «يتسهار» بنصب نحو 20 منزلاً متنقلاً في منطقة اللحف حوض رقم (17) من أراضي بلدة حوارة والواقعة بمحاذاة المستعمرة، بعد قيامها بأعمال التجريف في المنطقة في أوقات سابقة، وقامت مجموعة من المستوطنين قرب مستوطنة "روتم" في منطقة الأغوار الشمالية، بزراعة أشجار الزيتون في أراضٍ رعوية تعود ملكيتها للمواطنين الفلسطينيين في محاولة للاستيلاء عليها.
وجرفت قوات الاحتلال في منطقة مكب السمن في قرية برطعة الشرقية مساحة من أراضي المواطنين الفلسطينيين، تمهيداً لوضع أعمدة كهرباء في المكان، واستولت مجموعة من المستوطنين على منزل المواطن جودت الحلبي في الأغوار الشمالية، وقام أحد المستوطنين، بنصب خيمة في قطعة أرض تعود ملكيتها لمواطنين من عائلة أبو محسن شرق مستعمرة "مسكيوت" في الأغوار الشمالية وقامت مجموعة من المستوطنين بمطاردة المواطنين رعاة الأغنام ومنعتهم من رعي أغنامهم في الأراضي الرعوية في منطقة بيوض في الأغوار الشمالية، وقامت مجموعة من المستوطنين بإعطاب إطارات 28 مركبة للمواطنين المقدسيين، في حي الشيخ جراح، كما خطت باللغة العبرية على الجدران (شعارات عنصرية معادية للعرب).
ودهس مستوطن المواطن جمعة قفيشة أحد عمال لجنة إعمار الخليل، مما أدى إلى إصابته بجروح، فيما اعتدت مجموعة من المستوطنين بالضرب المبرح على المواطنة: اعتدال محمد سعد قعقور بمدينة الخليل، مما أدى إلى إصابتها بجروح. وتكررت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، حسبما أشارت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى ارتكاب سلطات الاحتلال أكثر من 100 اعتداء وانتهاك بحق المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي خلال الشهر المنصرم، حيث اعتدت على المصلين وأخرجتهم بالقوة من مصلى باب الرحمة، بعد قيام عدد من المصلين بخلع أبواب المصلى بالكامل حتى يبقى مفتوحاً بشكل دائم، فيما تزايدت التصريحات التحريضية على المسجد والمرابطين فيه، في ظل تواصل الحفريات اسفل المسجد الأقصى.
رابعا: هدم المنازل والاعتداء على الممتلكات
أشار التقرير إلى هدم قوات الاحتلال لمنزل الأسير عاصم عمر البرغوثي المكون من طابقين في بلدة كوبر، كما فجرت محلاً تجارياً تعود ملكيته لعائلة لشهيد عمر أبو ليلى في مدخل قرية الزاوية، في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال لعقاب عائلات الشهداء والأسرى، فيما قصفت ودمرت قوات الاحتلال منزلاً في مدينة رفح، ودمرت مبنى شركة الملتزم للتأمين وبناية سكنية في مدينة غزة خلال العدوان الاخير على القطاع، وهدمت منزلاً مكوناً من طابقين (قيد الإنشاء) في قرية برقة، وأجبرت عددا من المواطنين على هدم منزلين في مدينة القدس، ومبنى مدرسة الرازي في مخيم شعفاط للاجئين وبئراً لجمع المياه في خربة سوسيا، ومنزلين وعدداً من الغرف السكنية والخيام وحظائر لتربية الأغنام في بلدة يطا، وغرفة زراعية و"بركسا" في بيت جالا، ومغسلة للسيارات في قرية بيت صفافا، ومغسلة للسيارات و"بركسين" في قرية حارس، بحجة عدم الترخيص.
فيما سلمت قوات الاحتلال إخطارات بهدم منزل عائلة الشهيد: عمر أبو ليلى في قرية الزاوية/ سلفيت في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال لعقاب عائلات الشهداء والأسرى، وسلمت إخطاراً بوقف العمل في بناء أقسام نادي الفروسية، و"بركس" يستخدم للأغراض الزراعية وخزان مياه في قرية قلنديا، وإخطارات بهدم عدد من "البركسات" في قرية حارس، و"بركسات" تستخدم لتربية الأغنام في منطقة برية القرية/ مدينة بيت لحم.
خامسا: تهديد الممتلكات وتدمير المحاصيل الزراعية
ذكر التقرير أن مجموعات من المستوطنين اقتلعت نحو 100 شجرة زيتون من أراضي المواطنين الزراعية التابعة لبلدة ترقوميا، وقطعت مجموعة من مستوطنتي "كريات أربع" و"خارسينا" المقامتين شرق مدينة الخليل أشجار حرجية ولوزيات، وقطع مستوطنو "يتسهار" 33 شجرة زيتون في قرية بورين، واعتدت قوات الاحتلال على ممتلكات عدد من المواطنين الفلسطينيين، حيث استولت على دراجة نارية لمواطن من بلدة دورا، ومركبة خاصة في قرية فرعتا، ومركبة خاصة في بلدة كوبر، وألحقت أضراراً مادية في مركبة خاصة في بلدة حبلة، واستولت على شاحنة في المنطقة البرية من قرية الرشايدة في مدينة بيت لحم، ومركبة في مخيم جنين، وصهريج نضح المياه العادمة في بلدة قصرة، وجرافة أثناء عملها في شق طريق زراعي في أراضي قرية الجبعة، وصهريج مياه في قرية طوبا الواقعة جنوب شرق بلدة يطا.
ونهبت مبلغا من المال (3787 شيقلا و335 دينار أُردني) من منزل في مدينة نابلس، و(1000 شيقل) من منزل في مدينة طولكرم، و(2000 شيقل) من بلدة عزون، وسرقت مبلغ (4000 شيقل) من منزل في بلدة برقين.
سادسا: صحافة ... منع نقل الحقائق
تحدث التقرير عن استمرار سلطات الاحتلال في سياسة منع نقل الحقائق التي يغطيها الصحفيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك قرار مجلس الأمن (2015؛ 2222) بشأن حماية الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، والأفراد المرتبطين بها في النزاعات المسلحة، حيث أصيب 12 صحفيا بجروح جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم، أثناء تغطيتهم للفعاليات السلمية على حدود قطاع غزة.