عادت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن للأضواء مجدداً بعد حادث إطلاق النار على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية 15 مارس/آذار 2019، والذي راح ضحيته نحو 40 قتيلاً، بتصريحاتها الصارمة تجاه الحادث إذ قالت إن ما جرى سجل يوماً أسود في تاريخ بلادها.
أرديرن ركزت في كلمتها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعد الحادث على أن الضحايا من أبناء الجاليات المهاجرة ونيوزيلندا وطنهم، وأنهم جزء لا يتجزأ من السكان الأصليين للبلاد على عكس التوجه المعادي للمهاجرين.
وسافرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إلى كرايستشيرش لمآزرة أهالي الضحايا وظهرت وهي مرتدية الحجاب إلى جانبهم في مشهد تضامني لافت للأنظار
ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها رئيسة وزراء الدولة الواقعة غرب المحيط الهادي المشهد وتصبح في الواجهة، بل اشتهرت صورها منذ توليها رئاسة الوزراء وخلال جلسات مجلس الوزراء النيوزلندي وجلسات للأمم المتحدة حاملة رضيعتها التي وضعتها أثناء فترة توليها الرئاسة.
عودة للعمل بعد أسابيع من الوضع
في مطلع مايو/أيار 2018، وضعت جاسيندا مولودتها «نيف تي أروها»، وبعد 6 أسابيع فقط من وضعها عادت على رأس عملها لتصبح أول رئيسة وزراء تترك منصبها لإجازة وضع.
كلمتها أمام الأمم المتحدة..
وفي سبتمبر/أيلول من العام 2018، كانت أرديرن تستعد لإلقاء أول كلمة لها في الأمم المتحدة أمام أكثر من 130 من زعماء ووزراء العالم في مقر الأمم المتحدة،ما أعاد إليها الأضواء مجدداً خاصة بعد الرحلة الطويلة التي قطعتها مع رضيعتها لتحضر الجلسة بعد 11 أسبوعاً فقط من الوضع، خاصة أنها كانت قد أعلنت أنها ترضع طفلتها بشكل طبيعي.
وظهرت أرديرن مع ابنتها الرضيعة، ولعبت معها قبل إلقاء خطابها في قمة نيلسون مانديلا للسلام، وبينما كانت تتحدث، كان زوجها كلارك جيفورد إلى جانبها ويحمل الطفلة البالغة من العمر 3 أشهر آنذاك، لتعود بعد إلقاء الكلمة وتحمل طفلتها بينما تستمع إلى كلمات باقي الزعماء.
ابنتها أول طفلة تستخرج بطاقة حضور جلسة في الأمم المتحدة..
كانت ابنة جاسيندا الرضيعة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة التي تستخرج بطاقة عضوية لحضور إحدى الجلسات، الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلقت حالة من التأييد لجاسيندا كمسؤولة وأم، وأظهرتها في شكل المرأة المتقدمة التي تصر على إرسال صورة للعالم بأن المرأة قادرة على العمل والإنجاب واعتلاء مناصب عليا.
تصدرت أرديرن التي يبلغ عمرها 38 عاماً عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية منذ وصولها إلى السلطة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عندما أصبحت ثاني زعيمة منتخبة في العالم تلد وهي في السلطة بعد رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو في 1990.
أرديرن هي أصغر رئيسة لوزراء نيوزلاندا منذ 150 عاماً، ولا تعد أصغر رئيسة وزراء فحسب وإنما هي أيضاً أول من أخذ إجازة لرعاية الطفل وهي في السلطة، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها رمز لتقدم المرأة.
وانتخبت أرديرن في العام 2015 رئيسة للاتحاد الدولي الاشتراكي للشباب، وبحلول مارس/آذار من العام 2017، اعتلت منصب نائب رئيس حزب العمال النيوزيلاندي.
وفي الأول من آب/أغسطس تولت زعامته، وفي غضون 7 أسابيع فقط من ترؤسها للحزب، كانت قد وصلت لمنصب رئيس الوزراء.
ومنذ انتخابها تحرص على التأكيد على تقديم مساعدات للأسر لتربية أبنائهم ورعايتهم بشكل يكفل لهم حياة كريمة، ومددت فترة إجازات الأبوة والأمومة المدفوعة من 18 إلى 26 أسبوعاً.