قالت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير، إن الاحتلال الإسرائيلي قتل 8 مواطنين، وأصاب 761 آخرين بجروح، خلال شباط/ فبراير المنصرم، فيما اعتقل ما يزيد عن (517) مواطنا.
وأوضح في تقريره الشهري الذي جاء بعنوان "شعب تحت الاحتلال"، أن جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني يشكل تحديا سافرا وممنهجا من سلطات الاحتلال والمستوطنين لكل الأعراف والمواثيق والشرائع القانونية والإنسانية الدولية.
وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:
أولاً: انتهاك الحق في الحياة
قتلت قوات الاحتلال 8 فلسطينّيين، حيث استشهد (6) جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه المتظاهرين المشاركين في المسيرات السلمية في قطاع غزة، بينما استشهد أسيران فلسطينيان داخل سجون الاحتلال بسبب سياسة الاهمال الطبي الممنهج التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، حيث خرقت قوات الاحتلال مبادئ الشرعية الدولية، ضاربة عرض الحائط بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول الاختياري الثاني الملحق به، واتفاقيات جنيف لحماية حقوق المدنيين في حالة الحرب.
فيما أصيب (761) مواطناً فلسطينيا بجروح، (261) منهم نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني والمطاطي عليهم، وأصيب ما يقارب (500) مواطن آخر بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، والغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الحدود في قطاع غزة، وكذلك جراء الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بالضرب المبرح أثناء الاحتجاز والمواجهات، وقمع قوات الاحتلال للمواطنين في محافظات الضفة الغربية، والمناطق المهددة بالاستيلاء لأعمال الاستيطان، وجدار الضم والتوسع، واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحتلة.
ثانياً: الأسرى.. معاناة متواصلة - اعتقال ما يزيد على (517) مواطنا
انتهكت قوات الاحتلال المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين وقت الحرب، ومبادئ اتفاقيات جنيف الأربع، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب (517) مواطناً خلال الشهر المنصرم، بينهم (16) من الأطفال. وقد تركزت عمليات الاعتقال في مدينة القدس المحتلة وذلك لقيام المواطنين الفلسطينيين والمرابطين في مدينة القدس بفتح مصلى باب الرحمة المغلق منذ العام 2003 والصلاة فيه، فيما أعلن الأسير الجريح والمقعد معتز عبيدو من محافظة الخليل إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضاً لاستمرار سلطات الاحتلال باعتقاله إدارياً وقامت ادارة المعتقل بنقل الاسير عبيدو الى الزنازين عقب اعلانه الاضراب عن الطعام حيث يعاني من إصابة تعرض لها عام 2011 واُعتقل على إثرها، وقد تسببت له بأضرار كبيرة في الأمعاء، والأعصاب، وشلل في ساقه اليسرى، وضعف في ساقه اليمنى.
فيما شرع أسرى معتقل "النقب الصحراوي" بخطوات عصيان، لمواجهة إجراءات إدارة المعتقل الجديدة والمتمثلة بنصب أجهزة تشويش تسبب أمراضاً كثيرة للأسرى كالسرطان وغيره، وبإغلاق عدد من الأقسام وهي (3،4،5)، ووقف كافة المظاهر الحياتية اليومية فيها.
واحتجزت قوات الاحتلال اكثر من (111) مواطنا على الحواجز التي أنشأتها بين المدن واثناء قيامها بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين.
وأبعدت سلطات الاحتلال حوالي (68) مواطناً فلسطينيا عن المسجد الأقصى ومدينة القدس لفترات تتراوح ما بين اسبوع الى ستة اشهر وأصدرت عدداً من قرارات الحبس المنزلي على عشرات المواطنين المقدسيين بينهم عدد من حراس المسجد الأقصى، ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب ونائبه د. ناجح بكيرات، ومدير دائرة الوعظ والارشاد الشيخ رائد دعنا، وفرضت غرامات مالية كشروط لإطلاق سراحهم.
ثالثا: الاستيطان.. عنف المستوطنين، وتهويد القدس، ونهب الأرض
تحدث التقرير عن انتهاك سلطات الاحتلال كل من قرارات مجلس الأمن: (446 لسنة 1979) الذي يؤكد أن الاستيطان ونقل السكان الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية غير شرعي، والقرار رقم (452 لسنة 1979) بوقف الاستيطان، حتى في القدس، وبعدم الاعتراف بضمها، والقرار رقم (465 لسنة 1980) الذي دعا إلى تفكيك المستوطنات، حيث صادقت سلطات الاحتلال في مدينة القدس، على مخطط لبناء (13) وحدة استيطانية غربي حي الشيخ جراح بمدينة القدس كما صادقت على مخطط لبناء ( 464) وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستعمرة «جيلو»، و(480) وحدة سكنية في مستعمرة «كريات يوفيل»، و( 375) وحدة في مستعمرة «كريات مناحيم»، فيما تعتزم سلطات الاحتلال شرعنة مبان شيّدها مستوطنون على أراض ضمن ملكية فلسطينية خاصة وجرى إلحاقها بمستعمرة «عاليه زهاف»، المقامة على أراضي محافظة سلفيت بعد مصادقة ما يسمى بالمستشار القضائي لحكومة الاحتلال.
فيما سلمت قوات الاحتلال أوامر عسكرية تقضي بالاستيلاء على (98 دونما) من أراضي المواطنين التابعة لقرية رافات، لصالح مشاريع استيطانية، وجرفت قوات الاحتلال أراضي المواطنين الواقعة شرق قرية بورين، بهدف توسيع البؤرة الاستيطانية «جفعات رونين»، كما شرعت سلطات الاحتلال بأعمال الحفر لإنشاء خط مياه لصالح شركة «مكروت» في أراضي المواطنين الزراعية غرب الطريق المؤدي إلى قرية كردلا في الأغوار الشمالية، وقام مستوطنون بحراثة مساحة من أراضي مواطنين قرية بورين، واعتدوا على عدد من المواطنين بالضرب قرب مخيم العروب ويطا وقرية التواني وتل رميدة بينهم مواطنة مسنة، كما قاموا بدهس طفلين في صور باهر والبلدة القديمة بمدينة الخليل، فيما تكررت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وتحت حماية من قوات الاحتلال لأكثر من (30) مرة، رافقهم خلالها شخصيات حكومية متطرفة في ظل تقييد حركة المواطنين الفلسطينيين وحجز هويات النساء اثناء دخولهن المسجد، وتزايد التصريحات التحريضية على المسجد والمرابطين فيه، وتواصل الحفريات اسفله، فيما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح بالهراوات على المرابطين قرب باب الرحمة، واستولت على منزل لعائلة أبو عصب تقيم فيه منذ 65 عاماً بدعوى ملكيته للجمعيات الاستيطانية.
رابعا: هدم المنازل والاعتداء على الممتلكات
تحدث التقرير عن قيام سلطات الاحتلال بهدم عدد من منازل المواطنين ومنشآتهم وبركساتهم وسلاسلهم الحجرية وإزالة شبكات المياه في كل من: حي جبل المكبر وحي راس العامود وصور باهر وبيت حنينا وحي سلوان وقرية الولجة وخربة الرأس الأحمر وبئر عونة في بيت جالا، فيما أجبرت قوات الاحتلال بعضهم على القيام بالهدم الذاتي لمنازلهم تفادياً لدفع غرامات مالية بحجة عدم الترخيص، كما أجبرت قوات الاحتلال (68) عائلة من مواطني الأغوار الشمالية الفلسطينيين على إخلاء مساكنهم في مناطق خربة الراس الأحمر والميتة والبرج وحمامات المالح بحجة القيام بأعمال التدريب في المنطقة.
خامساً: تهديد الممتلكات... وتدمير المحاصيل الزراعية
ذكر التقرير بأن قوات الاحتلال ومجموعات من المستوطنين قد اقتلعت نحو (520) شجرة زيتون ومساحة (4) دونمات من محصول الحمص في أراضي المواطنين الزراعية التابعة لقرية بردلا، كما اقتلعت عدداً من أشجار الزيتون والتين واللوزيات، في منطقة خربة القصر (الأثري) في قرية جالود، واقتلعت مجموعة من المستوطنين نحو (600 غرسة) زيتون في خلة إسير التابعة لبلدة الشيوخ، و(50 ) شتلة زيتون تمت زراعتها في منطقة المسافر الواقعة شرق بلدة يطا، ومنعت قوات الاحتلال فعالية لزراعة (200)غرسة زيتون على قطعة أرض تم الاستيلاء عليها تابعة لمدرسة قرية بورين الثانوية، فيما صادرت قوات الاحتلال كاميرات المراقبة الخاصة بمسجد جمال عبد الناصر في مدينة البيرة، ومبلغ (8700 شيقل) و (4000) متر مربع من البلاط، و(5) مركبات خاصة، و جرافة ومدحلة طرق، ودمرت نظامين للطاقة الشمسية، تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين في وادي سعير وقرية أبو شخيدم وبلدة بيت فجار بلدة نحالين، ومدينة أريحا.
سادساً : صحافة ... منع نقل الحقائق
تحدث التقرير عن استمرار سلطات الاحتلال في سياسة منع نقل الحقائق التي يغطيها الصحفيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك قرار مجلس الأمن (2015، 2222) بشأن حماية الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام والأفراد المرتبطين بها في النزاعات المسلحة، حيث أصيب المصور الصحفي محمد الزعنون جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه المواطنين المتظاهرين شرق مدينة غزة، فيما حطمت مجموعة من المستوطنين زجاج عدد من مركبات المواطنين المتوقفة أمام منازلهم في بلدة حوارة من بينهم الصحفي رومل سويطي.