قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن خطرا حقيقيا يتهدد وجودنا الفلسطيني؛ ما يتطلب أن نقف معا ونبذل الجهود في حمايته، وأن يكون تناقضنا الأساسي مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية.
جاء ذلك خلال جلسة حوار عقدها العالول في رام الله، اليوم السبت، مع الصحفيين العاملين في وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية مختلفة، بهدف الوصول إلى آليات لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد قضيتنا.
وأشار العالول إلى أن إسرائيل تحاول استثمار الظرف الراهن، واستطاعت إقناع العالم بأنها ليست العدو وذلك كله بدعم من الإدارة الأميركية، وهذا شكل مناخا خصبا لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لارتكاب جرائم ضد شعبنا، سواء بالقتل أو الاستيلاء على الأراضي، والاعتداء على المقدسات لفرض وقائع على الأرض.
وأوضح أن موقف إدارة ترمب من القضية الفلسطينية واضح، حيث إنهم يريدون منا التنازل عن ثوابتنا الوطنية والقبول بما تسمى "صفقة القرن"، التي قوبلت بموقف فلسطيني صلب ورافض، مضيفا ان الرئيس أعلن أن أميركا ليست مؤهلة لرعاية عملية السلام.
ولفت العالول إلى أن هذه معركة مع أقوى دولة في العالم لكن ليس لدينا خيار، وهم لم يتركوا لنا أي خيار، وتعرضنا لضغوط شديدة حيث راهنت أميركا أنها ستمرر الصفقة دون موافقتنا، "وقالوا ماذا يستطيع الفلسطينيون أن يفعلوا".
وأوضح أن الولايات المتحدة حاولت اختراق المجتمع الفلسطيني، والدخول من زوايا أخرى لتمرير مخططاتها، حيث اتصلوا بالبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات، لكن ما ينطبق على القيادة الفلسطينية ينطبق على هؤلاء، وهو رفض كل الصفقات.
وشدد على ضرورة صنع حالة من الاصطفاف والحوار والتواصل مع كل فئات وأبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، والتغيير من موقفنا وإعادة رسم علاقتنا مع بعضنا البعض، بغض النظر عن التباين في المواقف تجاه القضايا، والذي يجب أن نجعله ثانويا وأن يكون تناقضنا وصراعنا الأساسي مع الاحتلال والولايات المتحدة.
وأشار العالول إلى أن أمامنا الآن مهام كبيرة تتطلب توحيد شعبنا وتعزيز قدرته على الصمود والصبر والمواجهة، لافتا إلى وجود دعوات كثيرة للاصطفاف والوحدة لمواجهة السياسة الإسرائيلية، غير أن ردود الفعل كانت مخيبة للآمال، في إشارة لتعنت حركة "حماس" وتعطيلها للمصالحة الفلسطينية.
وأضاف: "أخذنا قرارا بأنه لا محالة من دفع مخصصات أسر الشهداء والجرحى، وقد يحصل ضيق في بعض الجوانب الأخرى وهذا مسألة لها علاقة بثمن الموقف السياسي".