اكتشف فريق من علماء الفيزياء في جامعة نيويورك نوعا جديدا من المغناطيس قد يؤدي إلى تحسين أداة تقنيات تخزين البيانات في الحواسيب.
وقال بيان الجامعة إن المغناطيس أطلق علية "مغناطيس السينغليت" (singlet-based magnet) وهو يختلف عن نوع المغناطيس التقليدي في مكوناته الصغيرة التي تشكل مجالا مغناطيسياَ قويا.
كما أن هذا النوع الجديد يتميز بامتلاكه القدرة على الانتقال بين الحالة المغناطيسية واللا مغناطيسية بشكل سريع وسلس مع السرعات المختلفة في الأجهزة، وهي ميزة يمكن أن تدعم تقنية تخزين البيانات في الحواسيب بشكل جيد، بالإضافة إلى ميزة توفير الطاقة أثناء الانتقال بين الحالات الممغنطة.
ولعل هذه الميزات هي ما جعلت العلماء متفائلين بهذا النوع من المغناطيسيات التي اعتبروها بمثابة نموذج واعد لتعزيز أداء تقنيات تخزين البيانات.
وقال د. أندرو راي الأستاذ المساعد الذي قاد فريق البحث في بيان الجامعة "لقد تمكنا من اكتشاف هذا المغناطيس الجديد داخل مركب من اليورانيوم والأنتيمون يعرف بـ USB2، وهو يحتوي على حقول تخرج من مجالها وتنتهي بالمجال نفسه مما يؤدي إلى قوة غير مستقرة، ولكنها تتمتع بمرونة أكبر من نظيراتها التقليدية".
يحتوي المغناطيس الجديد على حقول تخرج من مجالها وتنتهي بالمجال نفسه (لين مياو-قسم الفيزياء بجامعة نيويورك)
وتعليقاَ على خواص المغناطيس الجديد والمُحضَّر من مركب اليورانيوم والأنتيمون، قال أحمد الجندي الأستاذ المساعد بقسم الفيزياء ومدير معمل مغناطيسيات النانو والمواد الحيوية بجامعة تكساس بالباسو للجزيرة "ميزة ما توصل إليه الفريق البحثي أنه نجح في تحضير هذا النوع من المركبات ليعطي خواص مغناطيسية عند حرارة سالب 70 درجة مئوية،
وهي تعد أقوى المنافسات للمحاولات السابقة لمثل هذه المركبات والتي أعطت خواص مغناطيسية عند سالب 170 درجة مئوية".
وأضاف "رغم ذلك فهي مازالت لا تستطيع المنافسة مع المواد التي تعطي خواص مغناطيسية عالية عند درجة حرارة الغرفة، ولذلك فإن استخدام هذا النوع من المغناطيسات سوف يكلف كثيرا لاحتياجه إلى نيتروجين سائل حتى يظهر خواص هذه المواد،
بالإضافة إلى أن اليورانيوم يعد من المواد النادرة والغالية ثمنا، وهذا لن يتماشى مع احتياجات الأسواق العالمية في مكونات رخيصة الثمن وعالية الكفاءة لإنتاج حواسيب ذات سعة تخزين عالية".
ووفقا لما نشره موقع "لايف ساينس" يأتي اكتشاف المغناطيس الجديد بعد سلسلة من الأبحاث التي نشرها فريق جامعة نيويورك بالدورية البريطانية "نيتشر كوميونيكيشنز" حول استخدام المغناطيس والمغناطيسية لتحسين تقنيات تخزين البيانات في الحاسوب.
وكان آخر تلك الأبحاث ورقة نشرت في 7 فبراير/شباط الجاري بمشاركة علماء من بعض مراكز الأبحاث الأميركية، وأسفرت عن تمكن العلماء من اكتشاف هذا المغناطيس الجديد، وتركز البحث على دراسة درجة الحرارة المغناطيسية على التكوين الإلكتروني لمركب اليورانيوم والأنتيمون (USb2).
وبهذا الصدد، يقول د. الجندي "هذه الأنواع من المغناطيسات ربما يكون لديها قدرة فائقة على تغيير خواصها المغناطيسية في وقت قصير جدا، إلا أنه يصعب تطبيقها عند الظروف العادية لأنها تحتاج أن تكون معزولة عن الهواء مع الحفاظ على درجة الحرارة عند سالب 70 درجة مئوية، وهذه ظروف الحصول عليها مكلف مما يجعلها باهظة الثمن عند عرضها للأسواق العالمية".