في دلالة جديدة على تعمق الاستيطان في محافظتين تعتبران أصلا منكوبتين، بفعل الاستيلاء على عشرات الاف الدونمات من مساحتهما، وتقطيع أوصالهما بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية والجدار والحواجز، يعتزم الاحتلال إنشاء مستوطنة جديدة على أراضي سلفيت وقلقيلية.
مدير الارتباط العسكري اسامة مصلح، قال للوكالة الرسمية إن سلطات الاحتلال الاسرائيلي سلمتهم مخططات لبناء مستوطنة جديدة على مساحة 600 دونم في الأراضي الواقعة بين كفر ثلث وسنيريا جنوب وشرق قلقيلية، وأراضي بديا وقراوة بني حسان غرب سلفيت.
وأضاف أن سلطات الاحتلال ستقوم بمد خط مياه صرف صحي لصالح مستوطنة "ارائيل"، تمر من أراضي كفل حارس وحارس وقرى غرب سلفيت حتى يصل منطقة رأس العين.
بدوره، قال رئيس بلدية قراوة بني حسان تامر ريان قال للوكالة الرسمية بحسب الصور الجوية، وضعت شركات اسرائيلية وضعت في العام 2002 على الأراضي الواقعة بين كفر ثلث ودير استيا ستة منازل متنقلة، في نية لإنشاء مستوطنة جديدة على أراضي محافظتي سلفيت وقلقيلية، ووصلت مع نهاية العام 2003، إلى 21 بيتا متنقلا، كما فتحت سلطات الاحتلال شارعا معبدا في العام 2007 من مستوطنة "كرني شومرون" القريبة.
ومنذ بداية العام سجل مركز التوثيق والنشر التابع لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان في مديرية الشمال اعتدائين لسلطات الاحتلال في محافظة سلفيت، الأول إخطار بتجريف أراض في أكثر من قرية من أجل مد خط مياه صرف صحي لصالح المستوطنات، والآخر بتاريخ 6/2/2019 لمصادرة (98 دونما) من أراضي خربة كسفا والجبل الأزرق في بلدة رافات غرب سلفيت.
وقالت مديرة المركز ختام البزرة في العام 2018 سجل المركز 31 اعتداء للمستوطنين في المحافظة و34 اخطار هدم، و7 عمليات هدم فعلية.
بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة سلفيت جمال الأحمد لـ"وفا"، إن مخطط إنشاء خط الصرف الصحي سيجرف مئات الدونمات الزراعية في قرى حارس وكفل حارس وقيرة ودير استيا وبروقين وكفر الديك وسرطة وبديا والزاوية ومسحة.
ووفقا لرئيس بلدية كفل حارس عبد الرحيم بوزية فإن المخطط يمر في الجهة الجنوبية من أراضي كفل حارس شمال سلفيت، تحديدا في مناطق (الحبايل، وبئر حارس، وشتل الذئل)، ويبلغ طوله 2.800م، وبعرض 8م، وهي منطقة مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة.
كما ذكر الباحث في مركز أبحاث الأراضي رائد موقدي، أن في سلفيت 18 تجمعا فلسطينيا مقابل 24 مستوطنة ما بين سكنية وصناعية، وأن نسبة الأراضي المخصصة للبناء الفلسطيني في المحافظة تشكل حوالي 6% فقط من المساحة الإجمالية
مقابل 9% لصالح المستوطنين، وبالتالي فإن نصيب الفرد الفلسطيني من مساحة البناء حوالي 150 مترا مربعا، مقابل 700 متر لصالح المستوطن الواحد، كما يسعى الاحتلال لتوسعة المستوطنات وربطها بشبكة مياه وكهرباء وصرف صحي، ليشكل تكتلا استيطانيا يسيطر على مساحة تصل إلى 70% من أراضي المحافظة.
مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ قال للوكالة الرسمية إن هناك 17 مستوطنة مقامة على أراضي المحافظة، بالإضافة الى 5 بؤر استيطانية، وهذه المستوطنة التي ينوي الاحتلال اقامتها تسرق أراضي محافظتي قلقيلية وسلفيت، تماما كما فعلت المستوطنات المحاطة بواد قانا، وتجمعات "شومرون"، و"شعاري تكفا"، و"الكانا".