قالت اللاجئة السعودية رهف محمد القنون التي هربت من عائلتها إلى كندا، إنها تريد أن تكون مستقلة وتناضل من أجل دعم حرية المرأة في جميع أنحاء العالم.
ووجهت رهف القنون، في كلمة أمام الصحفيين بمدينة ترونتو الكندية، الشكر لكندا وتايلاند ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مساعدتها في العثور على "بلد آمن" تعيش فيه.
وقالت: "لم أكن أعامل باحترام من قبل عائلتي ولم يُسمح لي أن أكون من أريد. كما تعلمون، في المملكة العربية السعودية هذا هو الحال بالنسبة لجميع النساء السعوديات، باستثناء تلك المحظوظات بوالدين متفهمين".
وأضافت رهف أن "أي إمرأة تفكر في الهروب أو أي إمرأة هربت تكون عرضة للاضطهاد والملاحقة".
وتابعت بالقول: "أريد أن أكون مستقلة وأن أسافر وأن اتخذ قراراتي الخاصة بشأن التعليم والوظيفة ومن ومتى أتزوج. لم يكن لدي رأي في هذه القرارات، وأستطيع اليوم أن أقول وبكل فخر أنني قادرة على اتخاذها كلها لوحدي.
وأعربت الفتاة السعودية، عن رغبتها في عدم إجراء المزيد من المقابلات الإعلامية لتبدأ "حياة عادية وخصوصية ومستقرة".
وقالت: "واليوم ولسنوات قادمة، سوف أعمل من أجل دعم حرية المرأة في جميع أنحاء العالم. نفس الحرية التي حصلت عليها من لحظة وصولي إلى كندا".
وقالت رهف إن "المرأة السعودية تعامل كأنها قاصر حتى لو بلغ عمرها 60 عاما، مضيفة أن نظام الولاية في المملكة يقرر مصير النساء منذ البداية".
وأعربت الفتاة، عن أسفها إزاء هذا الواقع قائلة إن "النساء السعوديات ليست مستقلات وليس هناك مساواة بين المرأة والرجل في المملكة".
وردا على سؤال حول ماذا سيحصل إذا لم يتغير هذا الوضع، قالت رهف "إنها تتوقع أن يكون هناك عدد كبير من النساء الهاربات من نظام الولاية والعنف العائلي، لا سيما في ظل غياب نظام يحمي المرأة في المملكة".
وعبرت رهف، عن رغبتها في أن تشجع قصتها النساء الأخريات على أن يكن شجاعات وحرائر وأن تؤدي جرأتهن إلى تغير القوانين السارية حاليا في المملكة، لا سيما بعد انتشار قصتها في مختلف أرجاء العالم، مؤكدة أسفها إزاء تبرؤ عائلتها منها.
ووصلت رهف، السبت الماضي، إلى تورونتو، بعد موافقة كندا على لجوءها إلى البلاد بعد هروبها من أسرتها عبر تايلاند.
وقال موقع "غلوب أند ميل" الكندي إن "القنون، 18 عاما، عبرت صالة الوصول الدولية بمطار بيرسون بتورونتو، ترافقها وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند، والتي وصفتها بأنها كندية جديدة تتسم بالشجاعة".
وظهرت القنون مرتدية سترة رياضية تحمل اسم كندا وقبعة تحمل شعار مفوضية شؤون اللاجئين الأممية، والتي تفاوضت لدى أستراليا ثم كندا لمنحها حق اللجوء.
وفرت رهف من أسرتها وتحصنت داخل غرفة في فندق بمطار بانكوك الدولي لتجنب ترحيل السلطات التايلاندية لها، ثم سمحت لها السلطات بمغادرة المطار بعد محادثات مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ووصلت رهف محمد القنون (18 عاما) إلى بانكوك، السبت 5 كانون الثاني، قادمة من الكويت وقالت إنها تخشى أن تقتلها أسرتها إذا أجبرت على العودة لبلادها.
وأصدرت الفتاة السعودية، أول تعليق لها، وقالت، بعدها بيومين، على حسابها، غير الموثق على "تويتر": "أنا رهف، سمعت أن والدي وصل للتو، وهذا يقلقني كثيرا"، مضيفة: "أريد أن أذهب إلى دولة أخرى لطلب اللجوء السياسي فيها".
وتابعت: "لكني أشعر بالأمان الآن، تحت حماية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بموافقة السلطات التايلاندية"، مشيرة إلى أنها حصلت على جواز سفرها، الذي تم سحبه منها في وقت سابق.
فيما، قالت السفارة السعودية في تايلاند إنها تنفي التقارير التي قالت إن الرياض طلبت بتسليم الشابة السعودية رهف محمد القنون التي طلبت اللجوء في تايلاند.
وقالت عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "السفارة السعودية في تايلاند تنفي جملة وتفصيلا تقارير عن طلب الرياض تسليم شابة سعودية تطلب اللجوء في تايلاند".