جدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس، موقف بلاده من الانسحاب من سوريا، والاستمرار في الوقت ذاته بمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري، الخميس، بالقاهرة، على هامش زيارة رسمية يجريها بومبيو للقاهرة، ضمن جولة شرق أوسطية تشمل 8 دول أخرى.
وأوضح بومبيو، أنه لا تناقض بين الانسحاب من سوريا والاستمرار في مواجهة "داعش".وشدد على أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتخذ قرارا بشأن الانسحاب وهذا ما سيتم.
وأضاف "نحن سنسحب قواتنا من سوريا وسوف نستمر في مواجهة داعش". وفي كلمته، قال وزير الخارجية الأمريكي، "بحثنا في مصر أوضاع حقوق الإنسان".
وحول سؤال بشأن المواطنين الأمريكيين المحتجزين بمصر، اكتفى بومبيو، بالتأكيد على مناقشة جميع قضايا حقوق الإنسان، دون تفاصيل أكثر.
وعن الأوضاع الإقليمية، أوضح بومبيو، أن المباحثات الثنائية تطرقت إلى الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والقضية الفلسطينية.ومضى قائلًا "حربنا ضد تنظيم (داعش) والجماعات الإرهابية مستمرة، وخطر التطرف لا يزال قائما".
بدوره، أعلن سامح شكري، انعقاد اجتماع بصيغة 2+2 (وزيرا الدفاع والخارجية) بين بلاده وأمريكا قبل نهاية 2019 (دون تحديد موعد)، لمناقشة التعاون الاستراتيجي وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وأوضح شكري، أن "العلاقات المصرية الأمريكية ساعدت على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".ووفق بيان للخارجية المصرية، تطرق لقاء ثنائي سبق المؤتمر الصحفي، بين شكري وبومبيو، إلى قضية سد النهضة الإثيوبي، وزيادة المساعدات الأمريكية لمصر.
وأوضحت أن اللقاء "تتطرق لجهود التوصل إلى اتفاق ثلاثي يضمن مصالح مصر وإثيوبيا والسودان من حيث توفير فرص التنمية لإثيوبيا دون الإضرار بمصالح مصر المائية، وتجاوز الجمود الراهن في المفاوضات".
وناقشت جلسة المباحثات الثنائية، بخلاف عقد اجتماع بين وزيريّ دفاع وخارجية البلديّن، خلال العام الجاري، المساعدات الأمريكية للقاهرة. وفي هذا الصدد، أكد شكري على تقدير مصر للمساعدات الأمريكية (تبلغ نحو 1.3 مليار دولار).
وشدد على "أهمية الحفاظ على وتيرتها (المساعدات الأمريكية) بل وزيادتها على ضوء المتغيرات الجارية والتحديات المشتركة، خاصة ما يتعلق بدعم مصر في حربها الشاملة على الإرهاب".
وكشفت الخارجية المصرية، أن المباحثات تطرقت إلى الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وحالة الجمود التي تصيب عملية السلام على ضوء التطورات الأخيرة، وأهمية إحياء جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمتوقفة منذ 2014.
وفي وقت سابق الأربعاء، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع بومبيو، للتنسيق والتشاور بشأن القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، تطرقت المباحثات إلى "تأكيد عمق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، واستمرار التنسيق والتشاور المشترك بشأن القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة".
ومصر هي ثالث محطات جولة شرق أوسطية يجريها وزير الخارجية الأمريكي، والتي بدأت بالأردن الثلاثاء، أعقبها زيارة خاطفة للعراق، استمرت ساعات الأربعاء، التقى خلالها رؤساء الجمهورية برهم صالح والحكومة عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي.
وتأتي زيارة الوزير الأمريكي إلى المنطقة، لطمأنة حلفاء واشنطن بشأن قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسحب قوات بلاده من سوريا. وتشمل جولة بومبيو الحالية، الأردن والسعودية ومصر وقطر والعراق والإمارات والبحرين وعمان والكويت.
وتعد جولة الشرق الأوسط هي الثانية لوزير الخارجية الأمريكي، منذ توليه مهام منصبه في أبريل/ نيسان 2018، إلا أنها أوسع من سابقتها في عدد الدول، حيث شملت الأولى كل من الأردن والسعودية وإسرائيل، غير أنها هذه المرة تستثني الأخيرة.