تحذيرات من استشهاد الأسير المريض "سامي ابو دياك " من جنين

سامي ابو دياك

لم تتوقف أمنة أبو دياك عن البكاء، وهي تردد: لم يعد هناك علاج لابني.

منذ سنة ونصف يقبع الأسير سامي أبو دياك (35 عاماً) في مستشفى سجن الرملة، بعد أن أصيب في ورم سرطاني بالأمعاء، ومؤخراً تدهورت حالته الصحية حتى وصلت معلومات إلى ذويه بأن الأطباء عاجزون عن تقديم العلاج له.

والدته زارته قبل أسبوعين في المستشفى، لم يتمكن من الجلوس معها لفترة طويلة، كان يحدق طيلة فترة الزيارة في الساعة، لم يرد أن يشعر والدته بأن المرض قد أنهك جسده.

أبلغت عائلة الأسير سامي بأنه يعيش على المسكنات، ووزنه وصل إلى 40 كيلوغراما.

"في كل مرة أزوره أجد صحته أسوء من المرة الماضية، لا يقدمون علاجاً مناسباً له، يعطونه مسكنات لا تنفع، هو بحاجة إلى رعاية طبية فائقة"، تقول والدة سامي.

كيف أصيب سامي بالمرض؟ قبل مرضه بعام كان يعاني دوماً من ألم حاد في بطنه، وحسب رفاقه في السجن فإن إدارة سجون الاحتلال كانت تقدم له مسكنات فقط ثم تعيده إلى سجن "ريمون".

في عام 2015 وأثناء "الفورة" – فترة خروج الأسرى للساحة- سقط سامي على الأرض مغشياً عليه، ونقل إلى عيادة سجن الرملة، وبعد أن أجريت له فحوصات وتحاليل طبية تبين بأن هناك ورم في أمعاءه، حيث تم استئصال جزء منها، وأُصيب بفشل كلوي ورئوي، وخضع بعدها لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر، موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي.

بعد أن أفاق من الغيبوبة بـثلاثة أيام أعيد إلى السجن بسيارة البوسطة التي تنقل الأسرى للسجون أو للمحاكم، وهي سيارة كل ما فيها من الحديد رغم أنه بحاجة إلى رعاية طبية لمدة طويلة، وعلى إثر ذلك أصيب بتسمم في الدم، وخضع لعملية ثانية ثم ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة..

كانت أم سامي تستعد لزيارته يوم الخميس المقبل، لكنها لن تتمكن من لقاءه بعد أن أبلغهم المحامي أن مرضه يزداد سوءاً، وأن الأطباء أصبحوا عاجزين عن علاجه.

غيب سامي عن أهله وذويه وبلدته سيلة الظهر بجنين، لما كان يخطو خطواته الأولى في الحياة، حيث كان عمره وقتها 17 عاماً، ومنذ 17 عاماً يقبع في سجون الاحتلال، نصف عمره قضاها خلف قضبان السجون، حيث حكم عليه بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و(30) عاماً.

الأسير أبو دياك واحد من بين أكثر من (700) أسير يعانون من أوضاع صحية مزمنة، منهم من أُغلقت ملفاتهم الطبية لعدم توفر العلاج، وهم بحاجة إلى أن يكونوا بين ذويهم لتقديم الرعاية المناسبة لهم، علماً أن غالبيتهم محكومون بالسّجن لفترات طويلة تصل إلى المؤبد المكرر.

الأسير أبو دياك، لا يستطيع الحركة منذ مرضه، ويتنقل على عجلات، ويحمل كيس براز وكيس بول وكيس ما يتجمع من الكلى.

إدارة سجن "ايشل" فرضت قبل سنوات على شقيقه الأسير سامر المحكوم بالسجن المؤبد و25 عاما إضافية، إجراءات قمعية غير إنسانية، لأنه طالب بأن يبقى مرافقاً لشقيقه المريض.

نادي الأسير الفلسطيني نشر بياناً اليوم الثلاثاء، أكد فيه أن الأسير أبو دياك يواجه الموت في معتقل "عيادة الرملة"، وأن وضعه الصحي في غاية الخطورة، وهو معرض للاستشهاد في أية لحظة.