قالت صحيفة "يديعوت آحرنوت" العبرية يوم الأحد، إن "الإسرائيليين متجهون إلى كارثة جديدة على نمط ما حصل في أكتوبر 1973، لكننا هذه المرة في مواجهة الفلسطينيين، وليس المصريين والسوريين".
وذكرت "يديعوت" في مقال أوردته للسياسي الإسرائيلي شمعون شاباس أن "حالة الجمود السياسي والغطرسة والغرور
التي ميزت الحكومة الإسرائيلية قبيل اندلاع تلك الحرب أدت في نهايتها لوقوع آلاف القتلى الإسرائيليين، ثم إلى اتفاق سلام مع مصر".
وأضاف شاباس، الذي كان مديرا لديوان رئيس الحكومة الأسبق اسحاق رابين أن "هذه الأوضاع الأمنية المشحونة تطرح السؤال: متى تعود إسرائيل للمسار السياسي الفلسطيني، لأن خمسين عاما مرت على احتلال الأراضي الفلسطينية
وما زالت قوى سياسية إسرائيلية تعتقد بإمكانية الاستمرار بالسيطرة على الضفة الغربية، وفي السابق قطاع غزة أيضا، وفي الوقت ذاته التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "موشيه ديان، وزير الأمن الأسبق، أعلن في حينه أنه "يفضل التمسك بشرم الشيخ دون سلام مع مصر، على التوصل إلى سلام مع مصر دون الاحتفاظ
بشرم الشيخ"، لكن الواقع أكد أن مقولته هذه لم تصمد كثيرا، فقد تم توقيع اتفاق السلام مع مصر بعد أن تنازلت إسرائيل عن أراضي سيناء، وعادت للحدود الدولية".
واستدرك بالقول إن "ذلك تم، بعد أن دفعنا أثمانا باهظة جدا، فقدنا مئات القتلى وآلاف الجرحى في حرب استنزف بين 1967-1973، وعند وقوع الحرب ذاتها في ذلك العام خسرنا 2700 قتيلا وعشرة آلاف جريح".
وأكد شاباس، الذي يلقي محاضرات سياسية داخل إسرائيل وخارجها، أن "المؤشرات القائمة حاليا تؤكد أننا ذاهبون للمسار ذاته، وهي القصة القديمة المزعجة التي باتت أكثر وضوحا من ذي قبل
ففي السنوات العشر الأخيرة بات يفضل الزعماء الإسرائيليون تغطية سلوكهم بمزيج من العجرفة والغرور، بالمواصفات ذاتها التي ميزت حكومة 1973، لكن الفرق أن هذا السلوك يتم توجيهه نحو الفلسطينيين، وليس السوريين أو المصريين".
وتابع إن "الحكومة الإسرائيلية الحالية تدفن رأسها في الرمل، حتى يمر الغضب الفلسطيني، والإجراءات الوحيدة التي تقوم بها مزيد من الأخطاء والتدمير، وبين هذا وذاك، فإن القنبلة آخذة في العد التنازلي للانفجار
رغم تحذيرات قادة الأجهزة الأمنية "الشاباك وأمان" خلال اجتماعات الكابينت المصغر ولجنة الخارجية والأمن، أن استمرار الجمود السياسي مع الفلسطينيين سيأخذنا لمزيد من الفوضى والعمليات المسلحة".
وأوضح الكاتب أن "نجاح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في العام الأخير فقط بإحباط 500 عملية وهجوم فلسطيني
لكننا نجد أنفسنا في الطريق لواقع جديد من سفك الدماء المستمر، ومزيد من الآلام الكارثية".
وأردف قائلا : "صحيح أن إسرائيل قد تكون قادرة على استيعاب أي تطور ميداني من خلال ردود عسكرية، لكن كما تعلمنا في كثير من المراحل، فإن هذا يكون حلا مؤقتا ليس أكثر، وليس دائما".
وقال إنه "في كل الفرص والمناسبات سيخرج لنا من ينفذ عملية هنا وهجوما هناك، والثمن سيكون في جانب الإسرائيليين مزيدا من القتلى والجرحى".
وأضاف أن "زعماءنا الإسرائيليين يفضلون تجاهل الوضع القائم، ولا يأخذون الدروس والعبر، ولا يغيرون إستراتيجيتهم، رغم أن النتائج الكارثية معروفة سلفا، ونحن نعرف أننا ذاهبون لعملية عسكرية كبيرة، فالهجمات المسلحة ترافقنا كل يوم، فماذا تبقى من تطورات كي تستيقظ حكومتنا؟".