أعلن نائب وزير الخارجية الأرجنتيني أن ولي العهد السعودي يحظى بحصانة في الأرجنتين كممثل لدولة عضوة بمجموعة العشرين ذات سيادة
فيما أشارت تقارير الى أن بن سلمان اختار أن ينزل في مقر السفارة السعودية ببوينوس ايرس، والتي تعتبر أرضًا تحت سيادة السعودية، بدلًا من أحد الفنادق الفخمة في العاصمة الأرجنتينية.
وأفاد نائب وزير الخارجية الأرجنتيني، دانييل رايموندي، اليوم الخميس، بأن "ولي العهد السعودي جاء إلى هنا ممثلا لدولة، وهذه الدولة ذات سيادة وعضوة بـمجموعة العشرين، وهذا الوضع يمنحه حصانة".
وعند وصول بن سلمان الى مقر السفارة السعودية في الأرجنتين لوقي بمجموعة من المتظاهرين الغاضبين، الذين احتجوا على انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها السعودية، إن كان بمقتل الصحافي جمال خاشقجي أو في الحرب باليمن.
ويأتي هذا الرد في أعقاب تقارير حول قيام المدعي العام الأرجنتيني بفحص شكوى تقدمت بها منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية ضد بن سلمان بتهمة انتهاك حقوق الانسان، ومنها أنه المسؤول المباشر عن قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول مطلع تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، الى جانب ارتكاب "جرائم حرب" في الحرب باليمن.
وتزامن وصول محمد بن سلمان الى العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس التي تستضيف قمة مجموعة العشرين يومي الجمعة والسبت، مع تقرير بتحرك ملموس من النيابة العامة الأرجنيتينية نحو إجراء تحقيق رسمي في مسؤولية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن جرائم الحرب في اليمن والتعذيب المزعوم لمواطنين سعوديين.
حيث طلب راميرو غونزاليس، المدعي العام الاتحادي، رسميًا من القاضي أرييل ليجو، وهو قاض اتحادي عُيّن بالقرعة، دراسة المذكرة التي قدّمتها هيومن رايتس ووتش في 26 تشرين الثاني / نوفمبر لطلب معلومات من الحكومتين السعودية واليمنية حول ما إذا كانتا تحققان في الادعاءات.
كما طلب من وزارة الخارجية تقديم معلومات حول الوضع الدبلوماسي لولي العهد، واذا ما كان يتمتع بحصانة أم لا.
هذا وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لـ "هيومن رايتس ووتش": "أرسل القضاء الأرجنتيني إشارة واضحة بأنّه ما من أحد فوق القانون، حتى كبار المسؤولين أمثال محمد بن سلمان، وسيتمّ التدقيق في أمرهم،
إذا كانوا متورطين في جرائم دولية خطيرة. تحوم شكوك حول ولي العهد بينما يحاول إعادة بناء سمعته المحطمة في قمّة مجموعة العشرين. من الأجدى أن يفكّر قادة العالم مرتين قبل التقاط صور قرب شخص قد يخضع للتحقيق في جرائم حرب وتعذيب".
والتقى قادة مجموعة العشرين - التي تمثل بلادهم أربعة أخماس إنتاج الاقتصاد العالمي، أول مرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الأزمة المالية العالمية في حينه.
وبعد عقد من الزمن تلاشت هذه الوحدة إثر إعلان ترامب شعاره "أمريكا أولاً" الذي قوّض الاجماع الذي تستند إليه التجارة العالمية، كما أنّ دولاً أخرى في مجموعة العشرين ومن بينها البرازيل وايطاليا والمكسيك اتّجهت إلى قادة شعبويين.