العقوبات الامريكية لا تهدف لاسقاط النظام في ايران " محللون "

العقوبات الامريكية على ايران

رام الله الإخباري

بعد دخول العقوبات الأمريكية ضد إيران بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حيز التنفيذ، أكّد عدد من الخبراء الأتراك في الشؤون الخارجية، أن القرار لا يهدف لإسقاط النظام الإيراني إنما الاقتصاد في هذه البلاد.

وأضاف الخبراء في لقاءات مع وكالة الاناضول التركية  أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال العقوبات لإعاقة البرنامج النووي الإيراني، وكسر شوكة طهران في الشرق الأوسط من خلال التنظيمات التي تدعمها.

وفي هذا الإطار، قال البروفيسور مراد أصلان، عضو الهيئة التدريسية في جامعة يلدريم بيازيد بأنقرة، ورئيس الشأن الاقتصادي في مركز الأبحاث الإيرانية "إيرام / İRAM"، إن 8 دول خفضت من استيرادها للنفط الإيراني بحدود 30 بالمائة بعد صدور قرار العقوبات.

وأردف أصلان بأن الولايات المتحدة اعتبرت قرارات الدول الثمانية في تخفيض استيراد النفط الإيراني، بأنه مؤشر حسن نوايا تجاهها.

وتابع قائلا "إن الأبحاث التي أجريناها في مجال صادرات النفط، تظهر أن الدول الثمانية التي أعفتها الولايات المتحدة من قرار استيراد النفط الإيراني، خفضت كميات الاستيراد اعتبارا من مايو/ أيار الماضي".

وأضاف أن هذا الأمر يشير أن "الولايات المتحدة عندما اتخذت قرار العقوبات أبلغت تلك الدول بأنها ستعتبر تخفيضها من استيراد النفط الإيراني مؤشرا على حسن النوايا، وبناء عليه ستعفيها من قرار العقوبات".

واشنطن تصفع حلفاءها

أشار أصلان الى أن "إعفاء الولايات المتحدة للدول الثمانية ليس إعفاءا مطلقا، إذ يجب التركيز على هذه النقطة، حيث تُعفي واشنطن هذه الدول شريطة أن تخفض من استيرادها للنفط الإيراني على فترات محددة كل 6 أشهر".

وأردف "بناء عليه، فإن الدول الثمانية، ومن بينها تركيا، إن كانت تستورد على سبيل المثال 200 برميل من إيران، ستخفّض هذه النسبة إلى 100، وبعد 6 أشهر ستخفض الكمية إلى 50، وفي الأشهر الستة اللاحقة ستوقف من استيراد النفط الإيراني، أي أن الأمر سيتم على مراحل".

ولفت أن قرار حظر التجارة مع إيران سيؤثر سلبا على أسعار النفط في الأسواق العالمية.

وأوضح "من جهة أخرى، فإن هذه الدول التي تعتبرها واشنطن حليفة لها، باستثناء الصين، مضطرة لاستيراد النفط الإيراني، ولهذا السبب، فإن الولايات المتحدة عندما تفرض عقوبات على إيران تقوم بتوجيه صفعة لحلفائها أيضا في الوقت نفسه، وهذا الأمر غير مقبول".

وأشار أنه في حال وصل سعر البرميل إلى 100 دولار نتيجة خروج إيران من سوق النفط الدولي، فإن الولايات المتحدة تكون قد تسببت باهتزاز الاقتصاد العالمي برمته.

-تركيا تمتلك بدائل عن النفط الإيراني

أكد أصلان على أنه عندما توقف تركيا استيراد النفط الإيراني حسب الجدول الزمني المقرر، فإنها ستتوجه لاستيراد النفط من دول أخرى، مشددا أن أنقرة تمتلك بدائل في مجال الطاقة.

وتابع أن مصفاة ستار التي اُفتتحت مؤخرا في ولاية إزمير ستساهم في سد احتياجات تركيا من النفط بشكل جزئي.

وقال في هذا الصدد "إن تكرير أنقرة للنفط الآذري في مصفاة ستار سيبعث الراحة لدى تركيا في مجال النفط، كما أننا لاحظنا بأن المصفاة تقوم بتكرير النفط المستورد من شمال العراق، وفضلا عن ذلك تستورد تركيا النفط من كازاخستان أيضا، وبناء عليه، نرى أن تركيا توجهت نحو دول أخرى لتلافي النقص الحاصل في كميات النفط الإيراني المستورد".

تركيا لا تريد عدم الاستقرار بإيران

أفاد أصلان بأنه ما من دولة، بما فيها تركيا، تؤيد مطالب أمريكا في تغيير النظام الإيراني، مضيفا "إن تركيا وأوروبا عموما تعتبران سيادة الفوضى وعدم الاستقرار في إيران خطرا على المنطقة بأكملها".

ولفت أن تركيا قلقة من احتمال أن عدم الاستقرار في إيران سيؤدي إلى تشكل موجة لاجئين كبيرة، مشيرا أن هذا الأمر يفسر مدى بذل الاتحاد الأوروبي مساع كبيرة لإيجاد حل إزاء قرار العقوبات الأمريكية.

أقسى عقوبات في تاريخ إيران

بدوره، قال الباحث سيرهان أفاجان، عضو الهيئة التدريسية في جامعة "إسطنبول ميدنيت"، والمختص بالشأن الإيراني، إن الولايات المتحدة فرضت أقسى العقوبات بحق إيران عبر تاريخها، من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي في شهر مايو/أيار الماضي، ومن ثم فرض العقوبات الجديدة نوفمبر الجاري.

وأشار أفاجان أن العقوبات الأمركية تتضمن عددا من النقاط المهمة، أبرزها النفط الإيراني، حيث تريد واشنطن وقف مبيعات طهران من النفط، فضلا عن تحديد حركة السفن الإيرانية إلى الموانئ الدولية، وحركة السفن الأجنبية كذلك إلى الموانئ الإيرانية، إلى جانب تحديد حركة الطائرات الإيرانية إلى المطارات الدولية، وعزل إيران عن الساحة الاقتصادية الدولية.

وأضاف "وبالتالي فإن الولايات المتحدة تريد القضاء على الاقتصاد الإيراني، وقصم ظهر طهران".

 ترامب لا يريد تغيير النظام الإيراني

أوضح أفاجان أن الولايات المتحدة تحاول تغيير النظام الإيراني منذ سبعينات القرن الماضي، وخاصة منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما صنّف إيران ضمن "محور الشر".

وأضاف رغم وجود أسماء في الإدارة الأمريكية الحالية مثل جون بولتون، ومايك بومبيو، تطالب بإسقاط النظام الإيراني، إلا أن الرئيس ترامب عارض ذلك قائلا "إن تغيير النظام الإيراني ليس عملنا".

وأشار أفاجان أنه يستبعد أيضا احتمال إسقاط النظام الإيراني، وأن الولايات المتحدة تسعى فقط لترويض طهران.

وأعرب عن اعتقاده أن واشنطن تهدف لكسر شوكة إيران بهدف زوال خطرها على حلفائها في المنطقة مثل إسرائيل، والسعودية.

واستدرك بالقول "لا يمكن للولايات المتحدة بمفردها تغيير النظام الإيراني، خاصة مع وجود دول كبرى لديها حساسية تجاه مصير إيران، مثل الصين وروسيا".

 

الاناضول