اعتذر رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو على رفض بلاده عام 1939 استقبال سفينة تحمل لاجئين يهودا فارين من الموت في ألمانيا.
وقال ترودو بكلمة في البرلمان أمس: "نعتذر من أمهات وآباء الأطفال الذين لم ننقذهم، من البنات والأولاد الذين لم ننقذ آباءهم وأمهاتهم".
وتابع: "نحن لم ننقذهم على الرغم من أن ذلك كان في مقدورنا. نحن نتحمل المسؤولية جزئيا في أن الكثيرين منهم وقعوا في أماكن مثل أوشفيتز وتريبلينكا وبيلزيك (أسماء معتقلات نازية)، على ذلك نقدم اعتذارنا".
السفينة "سانت لويس" التي حاول اليهود بواسطتها الهرب من الاضطهاد النازي، كانت اقتربت من شواطئ كندا في يونيو 1939، إلا أن كوبا والأرجنتين والأوروغواي وباراغواي وبنما والولايات المتحدة وكندا رفضت السماح لها بالرسو.
محاولات المهاجرين الفاشلة للوصول إلى هذه البلدان حملت اسم "سباحة محكومة بالموت"..
وبالمحصلة أجبر في تلك المناسبة نحو ألف لاجئ على العودة إلى أوروبا، وتمكن بعضهم من النجاة بالحصول على تأشيرات دخول إلى بريطانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا، إلا أن ألمانيا النازية حين توسعت في أوروبا اعتقلت وقتلت حوالي 250 شخصا منهم، وزج بالبعض الآخر في معسكرات الاعتقال.
اللافت أن كندا منذ وصول ترودو إلى رئاسة الوزراء عام 2015، بدأت بشكل متزايد في التعبير عن اعتذارها عما فعلته في الماضي، وبهذه الطريقة تسعى إلى التكفير عن الحقبة الاستعمارية والماضي العنصري وخاصة في حق الهنود.
وتشير صحيفة The New York Times في هذا الصدد إلى أن بعض الكنديين يتعاملون بتعاطف مع الاعتذار، والبعض الآخر يرى في مثل هذه الندامة، مبعث فخر للبلاد.