الحقيقة الكاملة لسماح السعودية لحاملي جواز السفر "الاسرائيلي" بأداء الحج والعمرة

السعودية وجواز السفر الاسرائيلي

رام الله الإخباري

في ظل حالة الترقب الحاصلة منذ منع السلطات السعودية، وفد لجنة الحج والعمرة من البلاد، من دخول أراضيها بحجة أنهم من حملة الجواز الأردني المؤقت، وارتفاع حدة المخاوف من حرمان فلسطينيي الـ48 من أداء فريضة الحج أو زيارة الحرم المكي لأداء العمرة

 انطلقت الشائعات التي تلقفتها بعض وسائل إعلام وأخذت تنسج في مغزلها روايات تتلاعب من خلالها بعواطف الحريصين على أداء شعائرهم الدينية من الفلسطينيين في الداخل المختل 

جاء ذلك وسط تأكيدات الجهات المعنية واللجان المختصة بتنظيم الأمور المتعلقة بحجاج ومعتمري الداخل الفلسطيني، أن السلطات السعودية تشترط حمل جواز ثابت يشمل رقمًا وطنيًا، لاستقبال الحجاج والمعتمرين، الأمر الذي يلغي الإجراء المتبع، الذي ينصّ على دخول حجاج مسلمي الـ48 إلى الأراضي السعودية بجواز سفر أردني مؤقت يحصلون عليه لغاية الحج، ولا يحمل رقمًا وطنيًا بحسب موقع 48 الاخباري 

ودفعت "الأخبار الكاذبة" التي نشرت في هذا السياق إلى تكهنات  في ظل التقارير الصحافية التي تشير إلى تقارب دبلوماسي بين البلدين، ما يسمح لفلسطيني الـ48 دخول السعودية بواسطة الجواز الإسرائيلي، وبين إجراءات جديدة قد تحرم أهالي الداخل الفلسطيني من أداء فريضة الحج.

وانتشر اليوم في شبكات التواصل خبر نقله موقع "عنيان مركازي"، اليوم الأربعاء، عن مصادر إعلامية عربية، زعم فيه أن "هناك مؤشرات على إجراءات جديدة تتيح للإسرائيليين الدخول إلى السعودية بداية من العام القادم، دون الحاجة إلى جواز أردني مؤقت، وذلك بواسطة جواز سفرهم الإسرائيلي".

والموقع الإسرائيلي "عنيان مركازي"، هو موقع يديره صحافي واحد وعبارة عن مدونة للإثارة وليس موقعا جديا موثوقا، ما يثير التسؤلات حول الجدوى من اعتماد مواقع عربية على مدونة للأخبار الكاذبة المضللة على شاكلة "عنيان مركازي".

وأضاف الموقع الذي لم يعرف بتاتا بمصادره الموثوقة أن الأمور تجري باتجاه "إلغاء وساطة وزارة الداخلية الأردنية" على زيارة مسلمي الـ48 الأماكن المقدسة في السعودية للحج والعمرة

 ملمحًا أن ذلك يأتي في سياق إنهاء الوصاية الأردنية على الأماكن الدينية المقدسة في القدس المحتلة، وإلغاء إشراف السلطات الأردنية الرسمي على أوقاف القدس، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات، قبل احتلالها من جانب إسرائيل.

وفي الوقت الذي يؤكد خلاله البعض أن المشكلة الجديدة تتعلق بأمور إدارية إجرائية لا غير، يرى آخرون أن لها أبعادًا سياسية، وربما تكون "تمهيدًا لدخول فلسطينيي 48 إلى السعودية بجواز سفر إسرائيلي، لأنه الجواز الوحيد الذي يحمل رقمًا وطنيًا

، وذلك تمهيدًا لقبول السعودية بخطة التسوية الأميركية للقضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، والتي ستفتح الباب أمام التطبيع العلني بين إسرائيل وعدد من دول الخليج.

وفي حديث سابق لموقع عرب 48 الاخبباري  أكد رئيس لجنة المراقبة في جمعية الحج والعمرة، الشيخ هاشم عبد الرحمن أن "الموقف الجديد للسلطات السعودية يتمثل باشتراطها استقبال الحجاج من حملة جواز أردني ثابت وصاحب رقم وطني

 ما يعني أنه سيتم استثناء عرب 48 من رحلات العمرة والحج مستقبلا، وكل فلسطيني بالقدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ليس بحوزته جواز أردني ثابت".

وأوضح عبد الرحمن أنه يتم تسفير قوافل الحج والعمرة، من فلسطيني 48، عبر وصاية أردنية على الحجيج ومنحهم جوازات سفر أردنية مؤقتة، وذلك بموجب الاتفاق المبرم في العام 1978 بين الحكومة الإسرائيلية والملك الأردني الراحل، حسين بن طلال.

وفور التيقن من حقيقة الإجراءات والمطالب الجديدة من قبل السعودية، قال عبد الرحمن: " توجهنا بخطابات رسمية إلى الديوان الملكي والحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف الذين شرعوا بالتواصل مع الرياض عبر السفارة السعودية في عمان لمعالجة القضية

 كما قمنا بالتوجه إلى العديد من النواب في القائمة المشتركة ورئيس لجنة المتابعة العليا وأيضا السلطة الفلسطينية لحل الإشكال وإبقاء الوضع كما أتفق عليه في العام 1978".

ولمح الشيخ عبد الرحمن إلى أن القضية أكثر من مجرد جواز سفر أردني مؤقت أو رقم وطني، قائلا: "أخشى ما أخشاه أن تحمل القضية في طياتها أبعادا سياسية، ونأمل ألا نكون نحن الفلسطينيين في الداخل جزءا من أي مساومة ومناكفة سياسية أو ضمن أي قرار سياسي لدول الإقليم".

 

موقع عرب 48