رام الله الإخباري
تغيب في السوق الفلسطيني الإحصائيات حول نوعية الهواتف المستخدمة لدى المواطنين، إلا أن جولةً على محال بيع الهواتف الذكية تكشف توجها لدى المواطنين لاقتناء هواتفَ صينية الصنع، بدلا من العمالقين "أبل" و"سامسونغ"، في الوقت الذي يُشكل فيه فرق الأسعار المبرر الأقوى لهذا التوجه بحسب تقرير لصحيفة الحياة الجديدة
وظل اسم المنتجات الإلكترونية الصينية عموما حتى وقت قريب مقرونا بتدني مستوى الجودة، حتى استطاعت عدة شركات صينية تغيير هذه النظرة ومنها "هاواوي" و"شاومي" و"فيفو" و"أوبو"، حيث حجزت هذه الشركات حصة كبيرة في السوق العالمية واستطاعت مجتمعة تضييق الخناق على شركة سامسونج وقررت مواصلة ملاحقة "أبل"، فالشركات الصينية وبحسب احصائيات أجرتها شركة "كاونتر بوينت" المختصة في الأبحاث، حققت أربحا تفوق ملياري دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري، وهو ما يُشكل 20 في المائة من الأرباح الإجمالية لكافة مصنعي الهواتف الذكية حول العالم".
وفي استطلاع لآراء عدد من المواطنين حول التوجه نحو الهواتف الصينية الصنع، كان فرق السعر هو العامل الحاسم في هذا الاختيار، مع تحقيق هذه الهواتف أيضا مستويات مُرضية للمستخدمين على مستوى الجودة.
ويرى معتصم صالح، والذي يعمل موظفا للمبيعات في محل لبيع الهواتف، أن نسبة مبيعات هواتف سامسونغ وأبل انخفضت في المحل لديهم في العامين الماضيين لصالح الهواتف الصينية التي لم تكن خيارا محببا بالنسبة لصاحب المحل في السابق وكان يتجنب بيعها في محله نظرا للنظرة السلبية حولها.
وأشار صالح إلى أن نمو بيع الهواتف الصينية كان بالدرجة الأولى على حساب سامسونج ومن ثم أبل، كون الهواتف الصينية تعمل على نظام أندرويد وهو نفسه الذي تعمل عليه هواتف سامسونج
أما ابل فأنها الوحيدة التي تعمل بنظام تشغيل خاص بها وهو "آي أو أس" وبالتالي تضررها كان أقل قياسا بسامسونج، موضحا أن الميزات التي يبحث عنها المواطن اليوم تكاد تنحصر في أربعة أمور وهي "كاميرا ذات جودة عالية، وسرعة في الأداء وذاكرة تخزين كبيرة، وعُمر بطارية طويل" ونجحت الشركات الصينية في توفير هذه الميزات وربما تفوقت في بعضها أحيانا على سامسونج وعليه فإن المواطن يميل إلى اقتناء الهاتف الصيني بسبب فرق السعر قياسا بهواتف سامسونج وأبل.
ويرى مواطنون استطلع "حياة وسوق" آراءهم، أن مستخدمي الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد كان من السهل جدا عليهم الانتقال من سامسونج إلى الهواتف الصينية عند التفكير بتحديث الهاتف.
وقال محمد غنام (35) عاما إنه ظل لوقت طويل يستخدم هواتف سامسونج، لكن عندما قرر مؤخرا شراء هاتف جديد لجأ إلى خيار الهاتف الصيني، قائلا "حصلت على المواصفات التي أبحث عنها في الهاتف، وبنصف السعر الذي كنت اشتري فيه هاتفي سابقا، ولا أظن أن الجودة أقل".
ورغم التقدم الذي تحققه الشركات الصينية إلا أن "أبل" ما زالت حتى اليوم تحتل صدارة شركات الهواتف على مستوى الأرباح، إذ تحقق 62 في المائة من الأرباح العالمية، بينما تصل نسبة سامسونغ إلى 17 في المائة، والهواتف الصينية 20 في المائة وفق موقع "شوزن إلبو" الكوري الجنوبي، لكن قبل عامين كانت حصة سامسونج تصل إلى 28.8 في المائة من الإجمالي العالمي بينما لم تكن حصة الشركات الصينية من الأرباح تتجاوز 7.9 في المائة.
وبحسب احصائيات شركة البيانات الدولية (آي دي سي) فإن الصين تتعامل بذكاء مع ترويج الهواتف الذكية حيث تطرح الأجهزة متوسطة ورخيصة التكلفة في الأسواق الأسيوية والأفريقية أما الأجهزة مرتفعة التكلفة فيتم بيعها في أوروبا ونجحت الشركات الصينية في الاستحواذ على 30% من حصة أرباح الهواتف الذكية في أوروبا.
الحياة الجديدة