- كشف الأسير المحرر عبد الناصر فروانة، أن سلطات الاحتلال اعتقلت نحو (5200) طفل منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/أكتوبر2015، وهؤلاء يشكلون ما نسبته (24%) من إجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة (انتفاضة القدس).
وقال فروانة الباحث المختص بشؤون الأسرى إن سلطات الاحتلال وظفت كافة طاقاتها وإمكانياتها واستخدمت كافة أشكال القمع والاعتقال التعسفي ووسائل التعذيب والقتل لمواجهة "انتفاضة القدس"، في محاولة منها لردع الفلسطينيين وكبح إرادتهم وبث الرعب والخوف في نفوسهم بهدف دفعهم لعدم المشاركة في فعالياتها، وضمان عدم ديمومتها وتطور أدائها وفعلها.
وأضاف "لعل من أخطر ما شهدته انتفاضة القدس تصاعد الهجمة الإسرائيلية بحق الطفولة الفلسطينية، وارتفاع أعداد المعتقلين من الأطفال، ذكورا وإناثا، بالإضافة إلى اتساع الانتهاكات والجرائم بحقهم، وإقرار مجموعة من القوانين والقرارات التي تهدف إلى توسيع اعتقال الأطفال وتغليظ العقوبة والأحكام الجائرة بحقهم وتشديد الإجراءات التعسفية ضدهم، مما فاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم.
واعتبر أن ذلك يشكل انتهاكا فاضحا لكافة المواثيق والأعراف الدولية، التي جعلت من اعتقال الأطفال ملاذا أخيرا، وجعلت من لجوء القاضي إلى الحكم بسجن طفل ما، وإن كان ولا بد منه كاستثناء، فليكن لأقصر فترة زمنية ممكنة، فيما سلطات الاحتلال عمدت إلى أن يكون اعتقالهم هو القاعدة والملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة، وتكاد تكون كافة الأحكام الصادرة بحقهم مقرونة بفرض غرامات مالية.
وقال إن كافة المعطيات الإحصائية تؤكد أن أعداد المعتقلين من الأطفال بمختلف المراحل العمرية قد ارتفع بشكل مضطرد وبوتيرة متصاعدة منذ العام 2011، وارتفع أكثر منذ اندلاع "انتفاضة القدس"، وأن شهادات الأطفال المعتقلين، تكشف حجم الانتهاكات والجرائم المقترفة بحقهم، فيما كافة الوقائع تؤكد على أن الاستهداف الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين يندرج في إطار سياسة ممنهجة ورسمية.
وأشار فروانة إلى أن واحدة من الفتيات اللواتي اعتقلن خلال "انتفاضة القدس" استشهدت بعد اعتقالها بشهرين وهي الفتاة "فاطمة طقاطقة" (15 عاما) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، والتي اعتقلت وهي مصابة ودخلت في غيبوبة، ورغم خطورة وضعها الصحي إلا أن سلطات الاحتلال أبقتها رهن الاعتقال ورفضت الإفراج عنها، ولم تقدم لها الرعاية الصحية اللازمة مما أودى بحياتها واستشهدت بتاريخ 20 أيار/مايو 2017.
ورأى فروانة أن الاحتلال بات يهابهم ويخشى مستقبلهم، لذا وظف كل أجهزته الأمنية وأدواته القمعية لردعهم وبث الرعب ليس في نفوسهم فقط، وإنما لدى أسرهم وعائلاتهم أيضا. بهدف تشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم والتأثير على توجهاتهم المستقبلية بصورة سلبية.
وحذر فروانة من خطورة الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد للأطفال الفلسطينيين، وتأثيرات الانتهاكات والجرائم المروعة التي تقترف بحقهم، وتداعيات الاعتقال والسجن على واقعهم ومستقبلهم.
ودعا فروانة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وكافة المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وحقوق الإنسان، إلى التدخل العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية من الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد، والتحرك الجاد لوقف الاعتقالات التعسفية في صفوف الأطفال، والعمل على إطلاق سراح قرابة (300) طفل ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.