رام الله الإخباري
تخشي أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن يؤدي العقاب الجماعي لسكان الضفة الغربية، إلى انفجار أمني، وتجدد العمليات واشتعال الأوضاع تدريجيا.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن "عملية إطلاق النار التي وقعت، صباح اليوم الأحد، في المنطقة الصناعية في المجمع الاستيطاني "بركان"، قرب مستوطنة "أريئيل"، أثارت مخاوف أجهزة الأمن الإسرائيلية من تجدد موجة العمليات التي تسميها إسرائيل انتفاضة الأفراد".
واعتبرت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية تشكل ً تحديا أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى للرد بما يشكل ً ردعا للفلسطينيين في الوقت الذي يسعى فيه إلى تجنب انفجار أمني في الضفة.
وأشارت التحليلات العسكرية التي أوردتها المواقع الإسرائيلية في أعقاب عملية إطلاق النار ومقتل مستوطنين، إلى أن هناك خشية بأن يؤدي العقاب الجماعي لسكان الضفة الغربية لانفجار الأوضاع، على الرغم من بقاء الضفة هادئة على الصعيد الأمني في أعقاب نقل السفارة الأميركية إلى القدس والإجراءات العقابية الأميركية بحق الشعب الفلسطيني
، بالمقارنة مع مسيرات العودة التي انطلقت في 30 آذار/ مارس ومستمرة لغاية اليوم على الشريط الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة، بحسب ما أورده موقع عرب48.
وقالت صحيفة "هآرتس"، إن "الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الأمن العام (الشاباك)، يخشى أن يؤدي القمع المفرط لأهالي الضفة، إلى تشكيل تربة خصبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسعى إلى جر الضفة إلى مواجهات مستمرة مع الاحتلال
واعتبرت الصحيفة أن ذلك "قد يخدم حماس ويضعها في مركز أكثر قوة في إطار مباحثات التهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل، المتوقفة بإيعاز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس
كما يعزز قدرتها على الحشد أيام الجمعة في سياق مسيرات "العودة" السلمية المطالبة بكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، والتي سرعان ما تتحول إلى مواجهات إثر قمع الاحتلال المفرط.
وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاحتلال الأمنية ستركز بالرد على عملية إطلاق النار بملاحقة أهل المنفذ والدائرة المقربة منه، بمعزل عن 8000 عامل فلسطيني يعملون في المنطقة الصناعية في المجمع الاستيطاني "بركان"، أو 100 ألف عامل فلسطيني حصلوا على تصاريح عمل في مناطق الـ48.
وتابعت الصحيفة أن الشاباك يرى أن الإجراءات التي تتخذ ضد العمال الفلسطينيين بشكل عام، قد تقوض الجهود في منع العمليات الفردية في مناطق الضفة،
على اعتبار أن العقاب الجماعي غير فعال في ردع منفذي العمليات الفردية، وقد يؤدي إلى تعزيز قوة حماس ويخلق ً شعورا لدى أهالي الضفة يدفعهم نحو خيار المقاومة المسلحة.
في المقابل، يميل السياسيون الإسرائيليون المشاركين في حكومة نتنياهو، إلى سياسة العقاب الجماعي لأهالي الضفة، مما يرفع رصيدهم لدى جمهور ناخبيهم، على اعتبار أن ذلك أولى بأن يردع "المخربين" في الضفة، وسط أصوات تطالب القيادة السياسية في إسرائيل باتخاذ قرارات بإلغاء تصاريح العمل الممنوحة لأهالي الضفة.
عرب 48