رام الله الإخباري
يفتتح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت مسجدا في كولونيا هو من الأكبر في أوروبا، خلال زيارة لأكبر مدن مقاطعة شمال الراين وستفاليا بجنوب ألمانيا ستواكبها تظاهرات وتدابير أمنية مشددة. وهي المحطة الأخيرة من زيارة الدولة التي يقوم بها إردوغان إلى ألمانيا سعيا لطي صفحة عامين من التوتر بين البلدين.
وأجرى الرئيس التركي محادثات الجمعة مع أنغيلا ميركل ثم شارك في مأدبة عشاء أقامها على شرفه الرئيس فرانك فالتر شتاينماير وقاطعها قسم من السياسيين في طليعتهم المستشارة التي استقبلت إردوغان صباح السبت على الفطور قبل توجهه إلى كولونيا.
وسيدشن إردوغان المسلم المحافظ في كولونيا المسجد الذي شيد بتمويل من "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية" الذي تربطه صلات وثيقة مع السلطات في تركيا.
واحتشد المئات صباح السبت في كولونيا وراء لافتة ضخمة كتب عليها "إردوغان غير مرحب به". وقال توماس المشارك في التظاهرة وهو ألماني في الثانية والعشرين من عمره جاء للدفاع عن حرية الصحافة، "أتفهم أن يذهب إلى برلين. لكن مجيئه إلى كولونيا مستفز".
وقال قانصو وهو متظاهر آخر جاء من سويسرا للمشاركة في التجمع "أريد أن أعبر عن صوت الناس الذين لا يمكنهم النزول إلى الشارع في تركيا إردوغان يعتبر كل من يختلف معه في الرأي إرهابي. أنا هنا لأعبر عن تضامني" مع المعارضين.
4500 متر مربع
بدأ العمل على بناء المسجد في 2009 وبالرغم من مواجهته معارضة كبيرة وإثارته جدلا محليا، بدأ باستقبال المصلين عام 2017 قبل أن يفتتحه إردوغان رسميا السبت.
ويعتبر المسجد المشيد بالإسمنت والزجاج، بمآذنه التي يصل ارتفاعها إلى 55 مترا وقبته التي يبلغ قطرها 36 متراً ومساحته البالغة 4500 متر مربع، من أضخم مساجد أوروبا، وهو مصمم بحسب مهندسه بول بوم ليكون رمزا للانفتاح.
يقع المسجد الذي يمكن أن يتسع لآلاف المصلين في حي إرنفيلد على مقربة من برج تلفزيون كولونيا. وتعتزم الشرطة حصر عدد الذين سيدخلونه السبت بخمسة آلاف غير أن الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية يتوقع عددا أكبر بكثير.
"ممارسات نازية"
ويتهم بعض المسؤولين الاتحاد بأنه على ارتباط بنظام إردوغان فهو يدير 900 مكان للصلاة في ألمانيا تحت إشراف أئمة قادمين من تركيا. كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضي الرئيس التركي.
وقدم معارضو المسجد وخصوصا من اليمين المتطرف عدة طعون ضد بناء المسجد مبدين مخاوف من تحول كولونيا إلى مركز للإسلاميين على غرار ما حصل في لندن، غير أن الطعون فشلت في نهاية المطاف. وبعد التظاهرات التي شهدتها برلين وشارك فيها آلاف الأكراد، من المتوقع أن تشهد كولونيا السبت تظاهرتين في مدينة رينان.
وجرت تعبئة آلاف الشرطيين لمواكبة الزيارة، في ما وصفه رئيس الشرطة المحلية أوفي ياكوب بأنه أكبر انتشار للشرطة في تاريخ المدينة.
وتسعى تركيا من خلال زيارة الدولة هذه، وسط أزمة اقتصادية حادة تعاني منها وفتور في العلاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الى تحقيق تقارب مع ألمانيا التي تؤوي جالية من ثلاثة ملايين تركي أو متحدر من أصل تركي.
وتبدي الحكومة الالمانية التي اتهمها إردوغان عام 2017 باعتماد "ممارسات نازية"، انفتاحا على التقارب بين البلدين رغم "خلافات عميقة" لا تزال قائمة على حد قول ميركل.
وكررت المستشارة رفضها طلب تركيا باعتبار حركة الداعية عبدالله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، مشيرة في المقابل إلى انتهاكات للحريات في تركيا.
وكالات