يتطلع نحو 30 مزارعا وجمعية زراعية الى الاستفادة من قوة شرائية في محافظة رام الله والبيرة، يعتقد انها افضل من باقي المحافظات، في بيع جزء من محصولهم من العنب، في يوم تسويقي وسط المدينة، شكل واحدا من سلسلة انشطة مماثلة جابت مختلف المحافظات، ضمن فعاليات "مهرجان العنب"، وامتد لنحو اسبوعين.
وقال المزارع مروان حويجان: "سعداء بمشاركتنا اليوم في اليوم التسويقي برام الله، يجعلنا على تواصل مباشر مع المستهلكين".
لكن حويجان، الذي شارك في ايام تسويق العنب في محافظات اخرى، اشتكى من ضعف الاقبال على نسخته برام الله، وهو ما عزته سيدة تمثل احدى الجمعيات التعاونية المشاركة، لتنظيمه في "مكان غير مناسب".
وسط بسطات العنب، أشعل المزارع محمد عبد اللطيف كراجة "أبو كايد" من حلحول، طباخا تعتليه طنجرة كبيرة وأخذ يعد ما يعرف بـ"الخبيصة"، وهي إحدى منتجات عصير العنب، وتصنع على شكل ألواح شبيهة بالواح "قمر الدين"، تؤكل على شكل حلوى.
وقال: "اردت تعريف المواطنون في رام الله على هذا المنتج، وطريقة إعداده، واستخداماته"، موضحا أن الخبيصة تتكون من عصير العنب الصافي والسميد والجريش واللوز والجوز.
ونظم اليوم التسويقي للعنب في رام الله في حديقة الاستقلال، بعيدا عن مركز المدينة، خلافا لنسخته العام الماضي، والذي نظم حينها في مركز بلدنا الثقافي في مركز المدينة التجاري، ولاقى اقبالا واسعا.
والى جانب العنب الطازج، يعرض المشاركون، على مدى يومين، منتجات مصنعة من العنب، كالزبيب، والدبس، والملبن، اضافة الى منتجات زراعية اخرى، طازجة ومجففة ومصنعة.
ودرجت وزارة الزراعة، بالتعاون مع مؤسسات اهلية ذات علاقة، على تنظيم مهرجان العنب في هذا الموعد من كل عام، تنطلق فعالياته في الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي المحافظة الأشهر في انتاج هذا المحصول، وتشمل أياما تسويقية مباشرة للجمهور، تمتد الى كافة المحافظات.
وقال وزير الزراعة سفيان سلطان: "المزارع الفلسطيني رمز للصمود، وزراعة العنب تاريخية، ولها أهمية كبيرة"، مشيرا الى أن الوزارة والمديريات تولي اهتماما بالمزارع الفلسطيني عامة والمزارع في الأراضي المهددة بالاستيطان لتعزيز صموده على أرضه.
وأشار الى أن الوزارة تزود المزارعين بأعداد من الاشتال، مثمنا جهود مديريات الزراعة في تعزيز صمود المزارعين.بدورها، أثنت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام على جهود وزارة الزراعة ومديرياتها، لأهمية الزراعة في تعزيز صمود المواطنين، وللحفاظ على التراث الفلسطيني، فيما اعتبر رئيس بلدية البيرة عزام اسماعيل، أن اليوم التسويقي للعنب يأتي لدعم المنتج الوطني، مشددا على ضرورة دعم كل ما ينتج على أرضه.
ودعا رئيس اتحاد الغرف التجارية خليل رزق، الى اعطاء الأولوية في سلة الاستهلاك للمنتج المحلي، الزراعي والصناعي، معتبرا زراعة العنب "مصدر فخر لارتباطها بالتراث الفلسطيني".
ويتراوح معدل انتاج فلسطين من العنب بين 40 و50 ألف طن سنويا، يباع الجزء الأكبر منه في السوق المحلية، فيما لا تتجاوز نسبة التصدير 15%، تذهب في معظمها الى السوق الإسرائيلي، وقليل منها الى اسواق الخليج.
وقال مدير دائرة المعارض في وزارة الزراعة ايمن حجازي، إن مهرجان العنب، وأيامه التسويقية، تهدف الى ربط المزارعين بالمستهلكين مباشرة، وتعريف المواطنين بمنتجات العنب المختلفة، ونشر ثقافة استخداماتها.
من جهته، قال مدير تقنيات ما بعد الحصاد في وزارة الزراعة اشرف بركات، أن مهرجان العنب "يظهر اهمية هذا المنتج الحيوي . "نحن نسعى لزيادة الفائدة للمزارع، وكذلك المواطن من خلال التماس المباشر بينهما".
ولفت المسؤولان في وزارة الزراعة الى جملة من التحديات التي يواجهها مزارعو العنب، أهمها منافسة العنب المنتج في اسرائيل والمستوطنات، والتمدد الاستيطاني الذي أضعف فرص التوسع في هذه الزراعة، اضافة إلى تركز موسم القطف في فترة زمنية محددة، تمتد من منصف آب الى منتصف تشرين الأول، مع عدم قابلية هذا المنتج للتخزين طازجا لفترة طويلة، وحاجته الى تقنيات وظروف خاصة في عمليات النقل.
ويعرف في فلسطين أكثر من 40 صنفا من العنب، يزرع منها بشكل ثابت نحو 17 صنفا. وقال بركات: "تمكنا من تمديد فترة الموسم بزراعة اصناف جديدة، وفي مناطق مختلفة، كأريحا وجنين، واصبح الموسم يمتد لثمانية أشهر، من نيسان الى كانون الثاني من كل عام، ما خفف ضغط الموسمية على هذا المحصول".