قال خبراء إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قد ينجح في الفرار من آخر جيب على تخوم العراق وسوريا، وذلك مع بدء عملية عسكرية تستهدف معقله.
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن المطلوب الأول في العالم نجا من عدة ضربات جوية وأصيب مرة على الأقل بجروح.وباشرت قوات سوريا الديمقراطية الكردية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العاشر من الشهر الجاري المرحلة الأخيرة من الهجوم على التنظيم، وهي تستهدف بلدة هجين ومحيطها بسوريا.
ويقول الخبير العراقي في التنظيم هشام الهاشمي إن البغدادي يختبئ في بادية الشام (المنطقة الواقعة بين العراق وسوريا)، ويتنقل بين البعاج (شمال غرب العراق) وهجين في سوريا.
أما القيادي الكردي رزدشت كوباني فقال في موقع الهجوم قرب بلدة السوسة "إنه المعقل الأخير لمرتزقة داعش (تنظيم الدولة)"، مضيفا أن "كل قياداته وأمرائه الأجانب من خارج سوريا مجتمعون في بلدات السوسة وهجين والشعفة وسنقضي عليهم هنا".
لكن الباحث في جامعة جورج واشنطن الأميركية حسن حسن أكد أن رصد موقع البغدادي قد لا يكون أمرا سهلا.وأضاف أن البغدادي تعلم كيف يختبئ جيدا، مضيفا أنه هو وتنظيمه استخلصوا العبر من الأخطاء التي كلفت زعيمهم السابق أبو عمر البغدادي وقائدهم العسكري أبو حمزة المهاجر حياتهما عام 2010، "وهذا يعني أن عددا ضئيلا من الأشخاص الموثوقين فقط يعرف أين هو".
وأوضح لواء في جهاز المخابرات العراقية في مطلع مايو/أيار الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية -طالبا عدم كشف اسمه- أن أبو بكر البغدادي موجود في منطقة على الحدود العراقية السورية، ويتنقل في الخفاء وليس بموكب، برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص، بينهم ابنه وصهره.
ولفت حسن حسن إلى أن هذه المناطق تبدو محدودة على الخارطة، لكنها على الأرض مناطق شاسعة من الجبال والصحاري والأنهر والقرى في العراق وسوريا، وهي تؤمن مخابئ كثيرة.
وتابع أنه بالدعم القوي من قدرات التحالف الدولي التقنية "بات العراقيون والسوريون يملكون الموارد لرصده، وقد يتم القبض عليه جراء خطأ يرتكبه هو نفسه أو رجاله".
وقد يكون هذا الخطأ شبيها بذلك الذي كاد يودي به في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2016، على ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية في يناير/كانون الثاني، حين تكلم 45 ثانية على اللاسلكي مع رجاله خلال هجوم القوات العراقية لاستعادة الموصل، فتم رصده على الفور.
وبحسب هشام الهاشمي، فما زال للتنظيم نحو ألفي عنصر ينشطون في العراق (ثمانية آلاف بالإجمال إذا أضيف إليهم العناصر اللوجستيون والأنصار)، ونحو ثلاثة آلاف مقاتل ناشطون في سوريا (12 ألفا مع العناصر اللوجستيين والأنصار).
وأشار إلى أن العملية على بلدة هجين ومحيطها قد تدفع نحو خمسمئة من مقاتلي التنظيم في سوريا على الانكفاء إلى العراق "عبر محافظتي الأنبار إلى الغرب والبعاج إلى الجنوب الغربي