ذكرت نتائج تحقيق عسكري إسرائيلي في سقوط طائرة روسية فوق سوريا بالتزامن مع غارة إسرائيلية، أن قوات الدفاع الجوي السوري أطلقت دفعات عشوائية من الصواريخ المضادة للطائرات بعد وقت طويل من انتهاء الغارة، حسبما أفادت صحيفة إسرائيلية.
وقالت تقرير، وقع في 40 صفحة باللغتين الإنجليزية والروسية، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إن الجيش السوري قام بتفعيل بطاريات مضادة للطائرات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وأطلق النيران لنحو 40 دقيقة بدون تمييز، وذلك بعد فترة طويلة من عودة الطائرات الإسرائيلية إلى قاعدتها.
وتعرضت طائرة استطلاع روسية من طراز أيل -20 لنيران سورية، مساء الاثنين الماضي، مما أسفر عن سقوطها ومقتل 15 عسكريا كانوا على متنها.
وأضاف التقرير أن السوريين أطلقوا عشرات الصواريخ من مختلف الأنواع، بما فيها الصاروخ SA-5، وهو صاروخ كبير ومتطور كان قد أسقط طائرة إسرائيلية فوق الجليل في فبراير.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف بتنفيذ غارة جوية على منشأة أسلحة سورية بالقرب من مدينة اللاذقية، قال إنها كانت تستخدم لتخزين ونقل الذخائر المتقدمة إلى حزب الله وغيره من الوكلاء الإيرانيين.
وعرض مسؤولون كبار من الجيش الإسرائيلي نتائج التحقيق على نظرائهم الروس في موسكو، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن الجانبين اتفقا على أن مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية تقع على الجيش السوري وليس الإسرائيلي، رغم أن موسكو ألقت باللوم علانية على سلاح الجو الإسرائيلي.
حادثة فبراير
وبحسب الصحيفة، فقد أشار الوفد الإسرائيلي إلى أن المشكلة الأساسية التي أدت إلى هذا الحادث هو "تغير السلوك السوري" منذ أن نجحت الدفاعات الأرضية في إسقاط مقاتلة إف 16 إسرائيلية في فبراير الماضي.
فقبل هذه الحادثة، كان السوريون يطلقون بعض الصواريخ القليلة على الطائرات الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان، كانوا يشغلون بطارية واحدة مضادة للطائرات، باعتبار أن هذه الصواريخ لن تفعل الكثير ضد المقاتلات الإسرائيلية المتقدمة.
لكن بعد أن سقطت الطائرة الإسرائيلية في فبراير، وذلك للمرة الأولى التي تسقط فيها مقاتلة للجيش الإسرائيلي بنيران معادية منذ حرب لبنان عام 1982، أصبح السوريون أكثر شجاعة في استهداف الطائرات الإسرائيلية، حيث نشروا العديد من البطاريات الجديدة والمتقدمة التي حصلوا عليها من روسيا.
ومنذ ذلك الحين، قوبل كل هجوم إسرائيلي بعشرات من الصواريخ المضادة للطائرات، ووصلت ذروة الأمر في الضربة الإسرائيلية الواسعة التي نفذت في 10 مايو ضد 50 هدفا إيرانيا في جميع أنحاء سوريا، حيث أطلقت بطاريات الدفاع الجوي السوري 170 صاروخا.
وبينما تنسق القوات الروسية والسورية، منعا لحوادث النيران الصديقة، فإنه وفقا للتقرير الإسرائيلي، أدت أخطاء في التنسيق إلى إسقاط الطائرة الروسية
وقد بدأت الحادثة مساء الاثنين، عندما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية على منشأة أسلحة سورية بالقرب من مدينة اللاذقية، والتي قالت إسرائيل إنها كانت تستخدم لتخزين ونقل الذخائر المتقدمة إلى حزب الله وغيره من الوكلاء الإيرانيين.
وأدت الغارة الإسرائيلية إلى رد من الدفاعات الجوية العسكرية السورية، التي فشلت في ضرب طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، لكنها أسقطت طائرة المراقبة الروسية.
وأثار إسقاط الطائرة موجة من الإدانة في موسكو، التي اتهمت إسرائيل باستخدام طائرتها كغطاء خلال الهجوم ولم تخطر الجيش الروسي في وقت مبكر.
لكن في مكالمة هاتفية الثلاثاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن تحميل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن إسقاط الطائرة، وأشار إلى سلسلة من الظروف العرضية المأساوية.
وفي محاولة لعدم فقدان التعاون العسكري بينهما، ذهب وفد عسكري إسرائيلي إلى موسكو لتوضيح ملابسات الحادث، كما شارك معلومات استخباراتية تتعلق بالجهود الإيرانية لإقامة تواجد عسكري دائم في سوريا ونقل أسلحة متقدمة إلى جماعات إرهابية في المنطقة.