وضع مسؤول عسكري كبير سابق في فرنسا، فرضية جديدة يقول إنها كانت وراء إسقاط الطائرة الروسية مساء الاثنين، بنيران الدفاعات الجوية السورية.
وقال الجنرال المتقاعد والرئيس السابق لهيئة أركان سلاح الجو الفرنسي جان بول بالوميرو، إن إسقاط الطائرة الروسية مرده على الأرجح إلى "خلل في التواصل بين الحليفين" الروسي والسوري، مستبعدا فرضية موسكو بأن إسرائيل استخدمت الطائرة "غطاء" للقصف.
وتحدث بالوميرو لوكالة "فرانس برس"، قائلا إن الحادث وقع بسبب "سوء فهم والتباس" في تحديد الأهداف عبر الرادار.
وأضاف: "الأجسام الطائرة التي تظهر على شاشات الرادار لا تتيح التمييز ما إذا كانت لطائرة أو غير طائرة، والالتباس وارد تماما. بالطبع لم يبد الإسرائيليون على الأرجح تعاونا، لكن الأمر نفسه بالنسبة لروسيا، إذ يبدو أن الأمر كان يتعلق بمهمة مراقبة سرية".
وأوضح العسكري المخضرم: "لم يكن السوريون يعلمون بالضرورة بما كانت تقوم به هذه الطائرة. كما أن الأمر يتعلق أيضا بمشغلي الرادار. فتحديد ماهية هدف يتحرك بسرعة كبيرة ضمن مجال جوي محدود في زمن حرب، يحتاج لوسائل تقنية وبشرية. لكن السوريين في حالة حرب وكانوا يتعرضون لهجوم، ولم يتلقوا بالضرورة تدريبا على أعلى مستوى. كلها أمور يمكن أن تؤدي إلى خطأ من هذا النوع".
وتابع: "السوريون والروس ليسوا على مستوى الاستعداد أو التطور نفسه للقوات الغربية، خصوصا داخل حلف شمال الأطلسي. عادة يلاحظ المشغل المتمرس الفارق في السرعة بين مقاتلة وطائرة إليوشين، لكن بلبلة الحرب وكون المشغلين السوريين لم يتلقوا التدريب الكافي، ربما ساهما في حصول الالتباس".
وأضاف المسؤول السابق: "مرة أخرى، الأمر يتعلق بمستوى تدريب المشغلين. إذا كانت الطائرة الروسية قد حددت وجهتها نحو سوريا في لحظة ما، فإن مشغل الدفاعات الجوية ربما يعتقد بأنها طائرة مهاجمة وذلك في غياب معلومات من الطائرة نفسها لإزالة الشكوك. الأمر يشبه إلى حد ما الالتباس حول طائرة الركاب الهولندية (التي كانت تقوم بالرحلة إم إتش 17) في أوكرانيا، التي أسقطها نظام دفاع أرض جو في 2014".