رأت مصادر أمنيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها واسعة الاطلاع، أنّ حركة حماس تُحاوِل جرّ إسرائيل إلى مُواجهةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ في الجنوب، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ أحداث يوم الجمعة الأخير، أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة تدفع وبقوّةٍ في هذا الاتجاه، رغم أنّ التقدير السائد لدى المخابرات الإسرائيليّة يؤكّد بأنّ حركة حماس ليست معنيّةً بالحرب في هذا الزمن، تمامًا مثل إسرائيل، على حدّ تعبيرها.
وفي هذا السياق قال قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي، وهو المُرشّح الأوفر حظًا لخلافة الجنرال غادي آيزنكوط في قيادة هيئة الأركان العامّة، قال في مقابلة مع الإذاعة العبريّة إنّه يتحتّم على إسرائيل ألّا تُوهِم نفسها بتحقيق الهدوء في قطاع غزة، فهناك مكان يعج (بالإرهاب) ويبني قدرات، مُضيفًا: نحن أقوى منه على نطاقٍ واسعٍ، وهو سيختبرنا من وقت لآخر، حسب تعبيره.
وردًا على سؤال بشأن إمكانية احتلال غزة وتدمير سلطة حركة “حماس″، ردّ الجنرال الإسرائيليّ قائلاً: لا أرى كيف سيُحسّن هذا وضعنا الأمني في الوقت الحالي، الأمور على الطريق وإذا احتاج الأمر، فإننّا سنعرف كيف نفعل ذلك، وتابع قائلاً: إننّا نعرف كيف نحتّل غزّة، لكننّي لست متأكّدًا بأنّ هذا هو الأمر الأوّل الذي سيكون من الصواب القيام به، كما قال.
بالإضافة إلى ذلك، أعرب الجنرال هليفي عن دعمه لإقامة ميناء في غزة مبرّرًا ذلك بالقول: أنا أؤيّد القيام بأيّ شيءٍ لتحسين الواقع المدنيّ في غزة، شريطة ألّا يقوي سلطة “حماس” ويترك الواقع الأمنيّ للإسرائيليين وسكان الجنوب على الأقل كما هو عليه اليوم. نحن نطمح للتحسين، وفق ادّعائه.
من ناحيته تناول موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ الأحداث في نهاية الأسبوع على الحدود مع غزّة، ونقل عن مصادر عسكريّةٍ في لواء الجنوب قولها إنّه خلال يوم الجمعة نشطت ثلاث بؤر لمتظاهرين فلسطينيين في قطاع غزّة في ساعات المساء المتأخرة وبقيت حتى منتصف الليل، إذْ ألقى المتظاهرون حجارة وزجاجات حارقة على قوات الجيش الإسرائيليّ وأشعلوا الإطارات.
وتابعت المصادر قائلةً، بحسب الموقع العبريّ: لقد بدأ الفلسطينيون في الساحة البحريّة بالتظاهر بواسطة زوارق صغيرة في قلب البحر من خلال استفزاز زوارق سلاح البحريّة الإسرائيليّة، مُوضحةً إنّ مُشغلّي الزوارق الفلسطينيّة اقتربوا إلى منطقة ممنوع التحرك فيها، فيما قام مقاتلو سلاح البحريّة بالردّ عبر إطلاق نيرانٍ تحذيريّةٍ.
وطبقًا للمصادر نفسها، أضاف الموقع، فإنّ أحد السيناريوهات في الساحة البحريّة هو اقتحام زوارق أوْ غطاسين إلى المنطقة البحريّة الإسرائيليّة وتنفيذ عمليةٍ عسكريّةٍ.
وأردف الموقع إنّ مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة ترى أن الأحداث في الساحة البحرية رفعت مستوى التأهب لقوات الأمن التابعة لقاعدة سلاح البحريّة الإسرائيليّة في أشدود والمراصد في منطقة الساحل والجدار البحريّ، بحسب تعبيرها.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر في قيادة المنطقة الجنوبيّة بالجيش الإسرائيليّ على أنّ تقديراتها تُشير إلى أنّ ما أسمته بالإرهاب الشعبيّ لحركة حماس هدفه استنزاف القوات الإسرائيليّة وإيجاد عنوانٍ في وسائل الإعلام لكي تبقى مشكلة قطاع غزة تحت الأضواء، على حدّ تعبيرها.
جديرٌ بالذكر أنّ الجنرال غادي آيزنكوط، كان قد صرحّ الأسبوع الماضي بأنّ الجيش الإسرائيليّ في حالة جهوزية عالية للحرب لكلّ سيناريوهات التهديد، وجاهز لتنفيذ أيّ مهمّةٍ تُطلَب منه، ويمتلك قدرات استخباراتية وجويّةٍ عاليةٍ، وقدراتٍ بريّةٍ وتجربةٍ عملانيةٍ غنيّةٍ تُختبر يوميًا في كلّ جبهات الحرب، وأضاف إنّ كفاءة الجيش ستظل دائمًا منقوصةً، نظرًا لوجود ثغراتٍ، لذلك تُلقى على القادة مسؤولية ملائمة مراحل بناء القوى للحفاظ على جودة وتفوق الجيش، على حدّ قوله.