كثفت تركيا من إمداداتها العسكرية إلى مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب السورية، لدعمها في معركة "استنزاف" ضد الجيش السوري وحلفائه المدعومين من إيران وروسيا قبل هجوم متوقع، بحسب وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين كبار بالمعارضة إن تركيا أرسلت المزيد من المساعدات العسكرية للمعارضين في منطقة إدلب وحولها منذ أن فشل جتماع قمة عقدته مع إيران وروسيا الأسبوع الماضي في التوصل إلىاتفاق لتجنب شن هجوم على المنطقة.
وتحذر تركيا، التي استقبلت بالفعل 3.5 مليون لاجئ سوري، من هذا الهجوم خشية أن يدفع المزيد من السوريين للفرار عبر الحدود، لكن خلافات واضحة مع الجانبين الروس والتركي لم يحسما بعد مصير المحافظة التي تترقب هجوما واسعا للجيش السوري.
معركة استنزاف
وقال قائد كبير بالجيش السوري الحر مطلع على محادثات في الأيام القليلة الماضية مع كبار المسؤولين الأتراك طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث "تعهدوا الأتراك بدعم عسكري كامل لمعركة طوية الأمد. لن يستطيع النظام أن يصل إلى ما يريد".
وأوضح قائد آخر بالمعارضة أن هذه الشحنات من الذخائر "ستسمح لأن تمتد المعركة وتضمن أن لا تنفد الإمدادات في حرب استنزاف"، مضيفا أن مقاتلي المعارضة "لا يحتاجون أكثر من الذخائر".
ولم يعلق مسؤولون أتراك على تقرير الوكالة الذي وصفته بالحصري.
ومنطقة إدلب جزء من قوس جغرافي في شمال غرب البلاد، و يقيم فيها نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريبا نزحوا من مناطق أخرى من البلاد.
وكثفت الطائرات الروسية والسورية المقاتلة ضرباتها الجوية على جنوبي إدلب والمناطق المتاخمة له في حماة، فيما يبدو أنه مقدمة لهجوم بري، بينما يحشد الجيش السوري قواته على حدود المنطقة.
وساندت تركيا مجموعة من المعارضين من الجيش السوري الحر أثناء الحرب التي اشتعلت بعد انتفاضة مناهضة للرئيس بشار الأسد عام 2011. وتمكن الأسد، بمساعدة حاسمة من الإيرانيين والروس من استعادة أغلب أراضي سوريا.
جبهة النصرة
وتخضع مدن إدلب وبلداتها الرئيسية لسيطرة مقاتلين على صلة بجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا، لكن أعداد مقاتلي تشكيل الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا والتابعة للجيش السوري الحر يفوق عددهم.
وخلال الأسبوع الماضي، نشر الجيش التركي أيضا مزيدا من القوات والأسلحة الثقيلة في 12 موقعا بمحافظة إدلب تراقب "منطقة خفض التصعيد" التي جرى الاتفاق عليها مع إيران وروسيا، كما أرسل جنودا إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة إلى الشرق في منطقة شمالي مدينة حلب.
وعن طريق الدعم التركي المكثف، بدأت مساع لتنظيم جماعات الجيش السوري الحر شمالي حلب تحت قوة موحدة تعرف باسم "الجيش الوطني" قوامها نحو 30 ألف مقاتل.
وقال اثنان من قادة المعارضة إن تركيا أمرت القسم الأكبر من هذه القوة بالتحرك نحو خطوط القتال الأمامية في إدلب.
انقسامات قمة طهران
وخلال قمة طهران، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتن والإيراني حسن روحاني في بيان على أنه لن يكون هناك حل عسكري للصراع، لكن ما حدث خلال القمة ذاتها لم يعكس ذلك.
ففي الوقت الذي دعا فيه أردوغان لهدنة، قال بوتن إنه لا معنى لذلك لأن الهدنة "لن تشمل الجماعات المتشددة" التي تعتبرها روسيا إرهابية، بينما قال روحاني إنه ينبغي أن تستعيد سوريا السيطرة على كل أراضيها.
وقالت روسيا إن على تركيا أن تفصل الجماعات المتشددة عن المعارضة المعتدلة في إدلب، في إشارة إلى نفوذها داخل المحافظة وصلاتها مع مختلف الفصائل.
وذكرت مصادر في المعارضة أن تركيا تعهدت باتخاذ إجراءات قوية ضد المتشددين بمجرد أن توقف روسيا الجيش السوري عن شن هجوم كبير.
ورفض المتطرفون حتى الآن دعوات أنقرة لهم بحل أنفسهم أو قبول عرض يسمح للمقاتلين بالانضمام لفصائل الجيش السوري الحر بعد قطع كل العلاقات مع تنظيم القاعدة، بحسب رويترز.