أعلن مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جون بولتون أن بلاده اتفقت مع بريطانيا وفرنسا على أن رد مشترك ضد أي استخدام جديد للأسلحة الكيميائية في سوريا وتوعد بأنه سيكون أقوى مما سبقه
وقال بولتون، ردا على سؤال مناسب أثر خطاب ألقاه اليوم الاثنين في الجمعية الفدرالية: "حاولنا خلال الأيام الماضية توجيه رسالة مفادها أن ردنا سيكون أقوى بكثير مما كان حال استخدام الأسلحة الكيميائية للمرة الثالثة".
وأوضح بولتون: "يمكن أن أذكر أننا تشاورنا مع البريطانيين والفرنسيين، الذين انضموا إلينا خلال توجيه الضربة الثانية، واتفقنا أيضا على أن الاستخدام الجديد للسلاح الكيميائي سيسفر عن رد أقوى بكثير".
وحذر الرئيس الأمريكي في وقت سابق كلا من سوريا وروسيا وإيران مما وصفه بـ"الخطأ الإنساني الفادح" المتمثل في شن هجوم واسع على المسلحين في إدلب، قائلا إن بلاده ستكون غاضبة جدا حال حصول مجزرة بالمنطقة.
فيما تعهد البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة سترد سريعا وبالطريقة المناسبة حال استخدام الرئيس السوري، بشار الأسد، أسلحة كيميائية خلال العملية العسكرية في إدلب.
وسيكون هذا الهجوم حال تنفيذه الثاني من نوعه خلال العام الجاري، حيث شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يوم 14 أبريل الماضي، ضربات صاروخية مشتركة على أهداف تابعة للحكومة السورية، قالت إنها تستخدم لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وأطلقت القوات الغربية المتحالفة 103 صواريخ، وزعمت أنها أصابت أهدافها جميعا، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخا.
وجاءت هذه الضربات بذريعة استخدام القوات السورية أسلحة كيميائية في مدينة الغوطة الشرقية قرب دمشق يوم 7 أبريل، وهو الحادث الذي تم الإعلان عنه من قبل "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" و"الدفاع المدني السوري"، المعروف بـ"الخوذ البيضاء"، اللذين ادعيا مقتل 49 شخصا جراء الهجوم الكيميائي المزعوم، فيما لم تقدم البلدان الغربية الـ3 أو أي أطراف دولية معنية أي أدلة لوقوع الحادث حقا.
أما الضربة الأولى التي نفذتها الولايات المتحدة على سوريا منذ تولي ترامب الرئاسة في بلاده فوقعت يوم 7 أبريل 2017 حينما أطلق الجيش الأمريكي 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، من على متن مدمرتين للبحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط، على مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا، بأمر من سيد البيت الأبيض الذي قال إن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي المزعوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية يوم 4 أبريل من العام ذاته والذي أسفر، حسب ادعاءات المعارضة السورية والمسؤولين الغربيين، عن مقتل حوالي 90 شخصا.
وتأتي التهديدات الأمريكية الحالية في الوقت الذي تحذر فيه وزارة الدفاع الروسية منذ أواخر أغسطس الماضي من أن المسلحين في محافظة إدلب يعملون بالتعاون مع عناصر من منظمة "الخوذ البيضاء" والاستخبارات البريطانية، على إعداد استفزاز كيميائي بغرض اتهام السلطات في دمشق بشن هجوم بمواد سامة، مشيرة إلى أن هذا الحادث سيوظف لاستغلاله ذريعة لضربة أمريكية بريطانية فرنسية جديدة على سوريا.