واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سورية، فيما حذر الرئيس رجب طيب إردوغان، من تداعيات الحرب على إدلب، لافتا إلى أن أي هجوم عسكري سيسبب مخاطر إنسانية وأمنية لتركيا وأوروبا وغيرهما.
وعند منتصف الليل، وصلت قافلة تعزيزات عسكرية ثانية إلى ولاية هطاي الحدودية، ضمت شاحنات محملة بمدفعيات ودبابات وناقلات جنود مدرعة، وذلك بعد وصول قافلة أولى في وقت سابق اليوم الاثنين
ورفع الجيش التركي مستوى تعزيزاته على الحدود الجنوبية، فيما تتواتر أنباء بشأن هجوم محتمل للنظام وروسيا على منطقة إدلب.
إلى ذلك، قال الرئيس التركي، إن "الهجوم الذي تنفذه الحكومة السورية على إدلب سيسبب مخاطر إنسانية وأمنية لتركيا وأوروبا وغيرهما".واستأنفت طائرات حربية روسية وسورية قصف إدلب آخر معقل للمعارضة في سورية، بعد أسابيع من الهدوء، فيما يبدو أنه تمهيد لهجوم عسكري شامل.
وفشل إردوغان يوج الجمعة الماضي في الحصول على تعهد لوقف إطلاق النار في إدلب من روسيا وإيران، حليفتي رئيس النظام بشار الأسد، خلال قمة ثلاثية في طهران.
وفي مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء، دعا إردوغان المجتمع الدولي أيضا للتحرك بشأن إدلب، آخر معقل للمعارضة في سورية، وحذر من أن "العالم بأكمله سيدفع الثمن" إذا حدث غير ذلك.
وقال: "على كل أعضاء المجتمع الدولي أن يدركوا مسؤولياتهم في الوقت الذي يلوح فيه هجوم إدلب في الأفق. عواقب التقاعس ستكون كبيرة".وأضاف: "أي هجوم للنظام سيخلق مخاطر إنسانية وأمنية كبيرة لتركيا وباقي أوروبا وغيرهما".
وإدلب آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة وقد يكون هجوم الحكومة آخر معركة حاسمة في الحرب.وساعدت طهران وموسكو الأسد على تحويل دفة الحرب لصالحه ضد المعارضين، بينما تؤيد تركيا المعارضة وتنشر قوات في البلاد.
واتفق إردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، في بيان بعد القمة على عدم وجود حل عسكري للصراع وأنه سينتهي عبر عملية سياسية يتم التفاوض عليها.
ودعا إردوغان إلى هدنة في محاولة لتجنب هجوم شامل للنظام السوري على إدلب. لكن بوتين قال إن الهدنة ستكون عديمة الفائدة لأنها لن تشمل الجماعات المسلحة التي تراها روسيا جماعات "إرهابية"، وقال روحاني إن سورية ينبغي أن تستعيد السيطرة على كامل أراضيها.
وقال إردوغان، يوم الثلاثاء، إن روسيا وإيران مسؤولتان عن الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في إدلب.كما قالت تركيا، التي تستضيف نحو 3.5 مليون لاجئ، إنها لن تستطيع استقبال المزيد من المهاجرين إذا تسبب أي هجوم على إدلب في موجة لاجئين جديدة صوب حدودها.