قالت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة معاريف، آنة أهرونهايم، إن "خبراء أمنيين إسرائيليين يحذرون من زيادة تواجد الاستثمارات الصينية في ميناء حيفا، لأنها قد تكون لها دور في تسريب معلومات أمنية وقضايا استخبارية إسرائيلية، في ظل تزايد التجارة الآسيوية التي تجد طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية، الأمر الذي من شأنه إيجاد مخاطر عسكرية، لأن هذه المشاريع التجارية ليست اقتصادية بحتة".
وأضافت في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن ذلك يأتي "في ظل المساعي الصينية الاستراتيجية لإيجاد موطئ قدم لها على شواطئ البحر المتوسط، كجزء من خطتها القادمة للاستثمار في الدول المتطورة مثل إسرائيل، وصولا إلى 68 دولة حول العالم في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا".
وأوضحت أن "هذا التوسع الصيني يأتي ضمن خطة الرئيس الصيني شاي جين فينغ المسماة طريق الحرير، وبموجبها فإن الصين تستثمر بمليارات الدولارات في مشاريع تجارية واقتصادية، مثل توسيع ميناءي حيفا وأسدود الإسرائيليين، وحفر أنفاق في جبال الكرمل بمدينة حيفا، وخط سكة القطارات الخفيفة في تل أبيب، وبناء مساكن وأبراج مدنية، ليس في إسرائيل فحسب، وإنما في كافة أرجاء الشرق الأوسط والعالم بأسره".
وأشارت أن "ما قد يثير المخاوف الإسرائيلية، ويزيد منها، أن الصين بجانب استثماراتها المتزايدة في إسرائيل، فإنها تقيم علاقات مع دول عربية مختلفة، بجانب إيران التي تعتبر الشريكة التجارية الأكبر لها، فضلا عن علاقات مماثلة مع تركي".
ونقلت عن الرئيس السابق للقيادة العسكرية البحرية للقوات الامريكية، الجنرال الأمريكي غاري رافهاد، قوله إن "قدرة الصين على الحصول على معلومات أمنية وعسكرية يجب أن تكون سببا لقلق إسرائيل والولايات المتحدة، لأن الصين لديها الإمكانية للاطلاع على المنظومات العسكرية والاستخبارية التي تستخدمها إسرائيل، مما يجب أن يشكل سببا وجيها للقلق والخشية في تل أبيب وواشنطن".
فيما قال مدير المركز الاستراتيجي للأمن القومي في معهد هدسون الأمريكي، داغ فايتي: "إننا إذا نظرنا إلى المبادرة الصينية التي بدأت بتطبيقها حول العالم من وجهة نظر أوسع وأشمل، فيجب أن يلتفت انتباهنا إلى نقاط غاية في الأهمية والخطورة، لأن معظم الجيوش العالمية تستخدم تكنولوجيا مدنية، وهذه أحد الأسباب التي تجعل الصينيين يفضلون العمل في مشاريع مدنية مثل توسيع الموانئ".
وأضاف أن "المهم في المشاريع التجارية الصينية في إسرائيل قد لا يقتصر على تجارات اقتصادية فحسب، وإنما استثمارات لها جوانب عسكرية واضحة".
وقالت الصحيفة إن "العلاقات التجارية بين إسرائيل والصين حصل عليها تطور دراماتيكي في السنوات الأخيرة، وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي فإن الصادرات الإسرائيلية إلى الصين وصلت في النصف الأول من العام الجاري 2018 إلى 2.8 مليار دولار، وهو ارتفاع بنسبة 73% بالنسبة للعام السابق 2017".
ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله خلال زيارته الأخيرة إلى بكين أنه قال إن "الصين تعتبر الدولة المستثمرة الثالثة في شركات الهايتك الإسرائيلية".