يخشى مستشارو رئيس أمريكا، دونالد ترامب، من إقدامه على العفو عن مدير حملته الانتخابية السابق، بول مانافورت، رغم إدانته بالاحتيال، ويحاولون بدأب ثنيه عن هذا الانتحار السياسي.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" نقلا عن مصادر في البيت الأبيض، أن مستشاري ترامب يشعرون بأن محاولاتهم إقناع الرئيس الأمريكي بعدم منح العفو لمانافورت تكاد تذهب سدى الرياح، ويخشون من أنه سوف يتخذ هذه الخطوة في القريب العاجل.
وقال أحد الموظفين السابقين في حملة الرئيس الانتخابية: "ترامب يستعد لهذا، ويصف التحقيق مع مانافورت بأنه "مطاردة للساحرات"، ويقول إن هذه المطاردة ما كانت ستحدث أبدا لمستشاري منافسته هيلاري كلينتون، لو فازت هي عليه".
وطبقا لما ذكره محاورو الصحيفة، فإن مساعدي الرئيس الأمريكي يخشون من أن تعتبر تصرفات ترامب محاولة للحصول على "خدمة مقابل خدمة" من الشاهد في التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر. كما أن العفو عن متهم بالاحتيال، يمكن أن يضر ليس فقط بسمعة الرئيس، ولكن أيضا بالحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفية للكونغرس الأمريكي في نوفمبر المقبل.
ووجدت هيئة المحلفين في وقت سابق، أن مانافورت مذنب في 8 تهم تتعلق بالاحتيال على هيئة الضرائب والأعمال المصرفية، وهو يواجه حكماً بالسجن لسنوات عديدة.
ويمكن للرئيس الأمريكي العفو عن المدانين بجرائم فيدرالية، مثل مانافورت، ولكن ليس بجرائم تمت المحاكمات بشأنها في محاكم دول معينة. كما أن العفو الرئاسي لا يخضع للاستئناف.
وعلى الرغم من الأضرار السياسية الخطيرة للرئيس نفسه التي يمكن أن يحدثها العفو الرئاسي عن رفيقه السابق في السلاح مانافورت، لجأ العديد من الرؤساء في الماضي إلى هذه الخطوة، على وجه الخصوص جورج بوش الابن وبيل كلينتون. وأثار الكثير من الشكوك والقضايا قرار الرئيس السابق، باراك أوباما، العفو عن مؤسس منظمة إرهابية قاتلت من أجل استقلال بورتوريكو عن أمريكا.
التحقيقات في "تدخل" روسيا المزعوم في الانتخابات الأمريكية، وكذلك الروابط المزعومة بين دونالد ترامب وروسيا، والتي تم دحضها مرارا وتكرارا من قبل البيت الأبيض والكرملين معا، ما زال يقوم بها المدعي الخاص روبرت مولر، وكذلك مجلسا الكونغرس الأمريكي.