يوما بعد يوم تزداد وتيرة الاستيطان في قرية شوفه جنوب شرق طولكرم، حيث تتوسع مستوطنة "افني حيفتس" الجاثمة على أراضي القرية في ثمانينيات القرن الماضي.
وتبتلع المستوطنة أراضي المواطنين من جهات المستوطنة الأربع، بعد أن دمرت آليات الاحتلال أشجار الزيتون، واللوزيات، غير آبهة باعتراضات أصحابها.
ولشرعنة هذه الأعمال تتذرع سلطات الاحتلال بالأمن والأمان، وتصدر ما تسميها "قرارات أمنية"، و"أوامر عسكرية" يحظر على المزارعين الاعتراض عليها.
رئيس مجلس قروي شوفه فوزت الدروبي يقول للوكالة الرسمية "وفا"، إن قوات الاحتلال شرعت بعمليات تجريف واسعة في اراضي القرية المحاذية للمستوطنة من الجهة الشمالية الشرقية، بعد ازاحة الجدار الشوكي الذي يحيط بالمستوطنة للجهة الشرقية، تمهيدا لإقامة 800 وحدة استيطانية، حسب ما ورد اليهم من قبل المقاولين العاملين هناك.
"سلطات الاحتلال ماضية بعمليات التجريف، وخلع الأشجار على مساحة أرض تزيد عن 500 متر بوتيرة جنونية، وكأنها تسابق الزمن، غير آبهة باعتراضات المزارعين، واهالي القرية، الذين صمموا على مواصلة التصدي لهذه الأعمال" يضيف.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال تقوم بين الفينة والأخرى بعمليات تفجير لتفتيت الصخور، الامر الذي نتج عنه تصدع وتشقق في بيوت المواطنين المحاذية للمنطقة، ولا تبعد عن منطقة التفجير أكثر من 100 متر.
ويستدرك بقوله "ان قوات الاحتلال لم تكتفِ بهذه الأعمال العنصرية، بل أقدمت على تجريف أراض أخرى بمساحة 10 دونمات مملوكة لآل البرقاوي، واقامت عليه حقلا للرماية ولتدريب جنود الاحتلال، بعد معارضة المستوطنين على وجود حقل الرماية السابق داخل المستوطنة.
ويتابع: سلطات الاحتلال تهدف من هذه الأعمال سرقة الأرض الفلسطينية بالدرجة الأولى، وربط المجمع الاستيطاني في محافظة طولكرم مع بعضه البعض، خصوصا مستوطنة "عناب" الجاثمة على أراضي كفر اللبد، ورامين شمالا، ومستوطنة "سلعيت" المقامة على اراضي كفر صور جنوبا مع أراضي عام 1948.
"ما يثبت ذلك هو اقدام سلطات الاحتلال على اقامة محطة تقوية كهرباء العام الماضي، وشق طرق جانبية، وإنشاء "جزر" على جانبي الطريق الالتفافي تمهيدا لعملية الربط" يوضح الدروبي.
وناشد وزارتي الزراعة، وهيئة مقاومة الجدار، وسلطة المياه مساعدة المزارع الفلسطيني في شوفة، وتزويد المنطقة بالبنية التحتية، من ماء، وكهرباء، وشق طرق، لتعزز صموده على ارضه التي توارثها ابا عن جد، ويزيد عمرها عن عمر المحتل.
ويشير إلى أن المجلس القروي يتابع هذه الأمور قانونيا، بالتعاون مع الجهات المختصة، خاصة وأن أصحابها يملكون الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكيتهم.
مراد شتيوي مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في محافظات الشمال، وصف سياسة الاحتلال "بالخطيرة"، التي تندرج ضمن استراتيجية ممنهجة مدعومة من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة خاصة بعد أخذها الضوء الأخضر من الادارة الاميركية.
وقال: المشاريع الاستيطانية التي تنشط هذه الايام على جميع الاراضي الفلسطينية تهدف الى قتل الحلم الفلسطيني بإقامة دولة متواصلة.
وأشار إلى أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لن تتوانى في تقديم كل الدعم للمواطنين والمزارعين الفلسطيني، لتعزيز صمودهم فوق أرضهم ضمن استراتيجية الانتشار فوق اراضيهم في مناطق (ج).
يذكر ان مستوطنة افني حيفتس أقيمت في العام (1985) على أراضي قرية شوفة على مساحة لا تتجاوز 20 دونما، وأخذت بالتوسع على حساب اراضي المواطنين، خصوصا اراضي كفر اللبد شرقا، وسلطات الاحتلال شرعنت بؤرة استيطانية عليها باسم (ديربان)، حتى زادت مساحة المستوطنة بالوقت الحالي عن 500 دونم.