أكدت تقارير إعلامية أن حكومة الإحتلال أفشلت المفاوضات غير المباشرة بينها وبين حركة حماس، بوساطة أطراف أخرى بينها مصر، حول تهدئة ووقف إطلاق نار طويل الأمد.
وتطالب إسرائيل حركة حماس بالإفراج عن جثتي الجنديين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة كي يتسنى التقدم نحو اتفاق تهدئة.
وفي نفس الوقت ترفض التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، وخاصة طلب حماس بإطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي بعد أن كان أفرج عنهم في إطار "صفقة شاليط" لتبادل الأسرى.
وأشارت التقارير الصحفية الإسرائيلية اليوم أنه على الرغم من أن هدوءا حذرا يسود الجبهة بين غزة وإسرائيل، حيث تراجع عدد البالونات الحارقة التي تطلق من القطاع وتبادل إطلاق النار تقلص بشكل كبير، إلا أن هذا الهدوء النسبي بالذات يرفع مستوى التوتر في صفوف ضباط الجبهة الجنوبية لجيش الإحتلال.
ويتخوف الإحتلال من إطلاق نار من قبل قناصة فلسطينيين من القطاع باتجاه جنودهم، أو صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون أو تفجير عبوات ناسفة باتجاه قواتهم أو قذائف صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة، والتخوف الأكبر لدى جيش الاحتلال هو تعرض أحد جنوده للأسر عند السياج الأمني.
ونقل موقع "واللا" العبري، اليوم، عن جنود في لواء "غفعاتي" قولهم إن ضباطهم حذروهم أمس من الهدوء السائد في هذه الجبهة.
وأضاف الجندي للموقع "أوضح لنا الضباط أن الهدوء السائد في الأيام الأخيرة قد ينقلب خلال لحظة واحدة. ينبغي أن نكون متأهبين والاستعداد لمواجهة عمليات صعبة".
وحسب مسؤولون في جهاز الشاباك لدى الإحتلال أن حماس لن تتنازل عن محاولة أسر جنود إسرائيليين كون الحركة ملتزمة بتحرير أسرى من السجن.
وشدد المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم، على أن "غزة لن تهدأ ولا توجد إمكانية لأية تسوية بين إسرائيل وحماس".
واضاف منتقدا أن "هناك من ينثر هذا الوهم لدى الجمهور، من أجل طمس حقيقة أنه ليس لدينا فكرة حول كيفية تحقيق هدوء عند حدود القطاع". واعتبر أن "مفتاح تحريك عملية التسوية يكمن في قفلين: قضية الأسرى والمفقودين، واتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس".
وتدرك إسرائيل أنه في ظل الوضع الحالي، حيث لا حرب ولا سلم، والأوضاع المزرية في القطاع والنقص الحاد فيه بالماء والكهرباء والدواء والغذاء وكافة أنواع المنتجات، أي عدم حدوث أي حل في الكارثة الإنسانية فيه، سيقود إلى الانفجار لا محالة واشتعال حرب جديدة.