القلب، عضوٌ يمثل الحياة، موجودٌ في القفص الصدريّ، يقوم بعمله على أتم وجهٍ دون أي علاماتٍ خارجيةٍ لصاحبه.
في العالم الغربيّ، يموت شخصٌ من كل أربعة أشخاصٍ بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، لذا فإن أهمية الحفاظ على القلب بصحةٍ جيدةٍ هو أمرٌ يصعب المبالغة فيه.
للأسف، إن أول إشارةٍ يلاحظها الناس عندما يكون قلبهم لا يعمل بصورةٍ جيدةٍ هي عندما يصابون بنوبةٍ قلبية.
على الرغم من أنك لا تستطيع رؤية قلبك ينبض داخل صدرك – على الأقل ليس من دون أخصائي في تقنيات التصوير المتخصصة- هناك علاماتٌ خارجيةٌ مرئيةٌ من الممكن أن تبين ما إذا كان هناك خطأٌ ما في قلبك، قبل أن تعاني من حدثٍ مرتبطٍ بالقلب والأوعية الدموية والذي من الممكن أن يغير حياتك، أو ينهيها.
1- شحمة الأذن المجعدة:
أحد هذه العلامات الخارجية هي التجاعيد القطرية على شحمة الأذن – والمعروفة باسم علامة فرانك- والتي سُميت على اسم فرانك ساندرز، الطبيب الأمريكي الذي وصف هذه العلامة لأول مرة.
أظهرت الدراسات أن هناك ارتباطًا بين التجاعيد المرئية الخارجية الموجودة على شحمة الأذن وازدياد خطر الإصابة بتصلب الشرايين، المرض الذي يحدث بسبب تراكم الترسبات داخل الشرايين.
أكثر من أربعين دراسةً بينت الربط بين هذه التجاعيد وازدياد خطر الإصابة بأمراض تصلب الشرايين.
سبب الارتباط غير واضح، ولكن افترض البعض أن الأمر يحدث بسبب مصدرٍ جينيٍّ مشترك.
وفي الآونة الأخيرة، وجد الباحثون أن هذه التجاعيد مرتبطةٌ أيضًا بالأمراض الوعائية الدماغية (مرضٌ يصيب الأوعية الدموية في الدماغ).
2- النتوءات الشحمية:
ومن العلامات الخارجية الأخرى المرتبطة بمشاكل القلب هي نتوءاتٌ شحميةٌ صفراء اللون – المعروفة سريريًا باسم (الورم الأصفر-Xanthomas) – والتي من الممكن أن تظهر على الكوع، الركبة، الردف أو الجفن.
النتوءات نفسها غير ضارة، ولكن من الممكن أن تكون إشارةً لمشاكل أكبر.
الورم الأصفر موجودٌ بصورةٍ شائعةٍ عند الأشخاص المصابين بمرضٍ وراثيٍّ يُسمى (فرط كوليسترول الدم الوراثي- familial hypercholesterolemia).
الأشخاص المصابون بهذا المرض لديهم مستوياتٌ عاليةٌ بصورةٍ استثنائيةٍ من البروتين الدهني منخفض الكثافة – والمُسمى بالكوليسترول الضار.
إن مستويات الكوليسترول هذه تكون مرتفعةً للغاية لدرجة أنها تصبح مترسبةً في الجلد، ولسوء الحظ، الترسبات الدهنية هذه موجودةٌ أيضًا في أوردة القلب.
الآلية التي تسبب الترسبات الشحمية في الأنسجة معروفةٌ ولها مكانٌ بارزٌ في الطب حيث إنها أدت إلى تطوير الأدوية الرائجة التي تقلل مستويات الكوليسترول (الستاتين).
3- تعجر الأصابع:
الظاهرة المعروفة ﺑ (تعجر الأصابع-nail clubbing) من الممكن أن تكون إشارةً إلى أن هناك خطبٌ ما في قلبك.
وهي ظاهرةٌ تكون فيها الأظافر أعرض وأكثر سمكًا، وتحدث بسبب قيام الجسم بإنتاج المزيد من الأنسجة، التغيير هذا عادةً غير مؤلم ويحصل في كلا اليدين.
السبب الذي يجعله مرتبطًا بمشاكل القلب هو أن الدم المؤكسد لا يصل الأصابع بصورةٍ كافيةٍ؛ ولذا فإن الخلايا تقوم بإنتاج عاملٍ يعزز النمو في محاولةٍ لتدارك الموقف.
يُعتبر تعجر الأصابع من أقدم العلامات المرضية المسجلة تاريخيًا، وُصف لأول مرةٍ من قِبل أبقراط في القرن الخامس قبل الميلاد، ولذلك يُطلق على تعجر الأصابع في بعض الأحيان الأصابع البقراطية.
4- هالةٌ حول القزحية:
الترسبات الدهنية من الممكن أن تكون موجودةً في العين، على شكل حلقةٍ رماديةٍ حول القزحية، الجزء الملون من العين.
هذه الحالة، والمُسماة أيضًا (قوس الشيخوخة- arcus senilis)، تبدأ من أعلى وأسفل القزحية قبل أن تتصل لتكون حلقةً كاملة، ولا تتداخل مع البصر.
ما يقارب ال45 بالمئة من الأشخاص من هم فوق ال40 عامًا لديهم الهالة الدهنية هذه حول قزحيتهم، تزداد النسبة إلى 70 بالمئة لمن هم فوق ال60 عامًا، وتَبَيَن أن وجود الحلقة الدهنية هذه مرتبطٌ ببعض العوامل المسببة لأمراض الشريان التاجي.
5- اللثة الملتهبة والأسنان المتحركة:
يمكن أن تكون الحالة الصحية لفمك مؤشرًا جيدًا لصحة القلب والأوعية الدموية.
الفم مليءٌ بالبكتيريا، المفيدة والضارة، ومن الممكن أن تدخل البكتيريا الضارة مجرى الدم عن طريق الفم مسببةً الالتهاب في الأوعية الدموية، والذي من الممكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.
أظهرت الدراسات أن الأسنان غير الثابتة في مكانها واللثة الملتهبة (التهاب دواعم السن-periodontitis) هي علاماتٌ لأمراض القلب.
6- الشفاه الزرقاء:
تكون الشفاه عادةً باللون الأحمر، ولكن من الممكن أن يصبح لونها أزرقًا في حالةٍ تُسمى (الإزرقاق-cyanosis) عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، بسبب فشل الجهاز القلبي الوعائي في توصيل الدم المؤكسد إلى الأنسجة.
بالطبع، يحصل الناس أيضًا على شفاه زرقاء إذا كان الجو شديد البرودة، أو إذا كانوا على ارتفاعٍ عالٍ.
في هذه الحالة، تكون الشفاه زرقاء بسبب النقص المؤقت في الأوكسجين وستُحل المشكلة بسرعةٍ بعد العودة إلى الظروف المعتدلة.