قال عضو اللجنة المركزية، نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إنه لا يمكن لأحد أن يتنازل عن أرض فلسطين، وإن معركتنا الأساسية هي مع الاحتلال الإسرائيلي، رافضا موقف كل من يحاولون فتح معارك ثانوية أو قيادة شعبنا تجاه معارك داخلية.
وجاءت تصريحاته خلال مشاركة آلاف المواطنين وشخصيات رسمية ومتضامنون أجانب، اليوم الأربعاء، في الألفية الأولى بقرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، بدعوة من حركة فتح، دعما وإسنادا لأهلها، الذين يواجهون قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي القاضي بهدم القرية وترحيل سكانها، تنفيذا لمشروع "E1" الاستيطاني.
وأوضح العالول أن القرى والتجمعات البدوية التي كان يفتخر بها الشهيد ياسر عرفات، ويطلق على أهلها لقب "حراس الأرض"، يعيشون ظروفا صعبة نتيجة ممارسات الاحتلال، لكنهم رغم ذلك صامدون في وجه مخططاته التهويدية، لذلك يعمل على إزالتهم من أرضهم وتهجيريهم.
وأشار العالول إلى أن شعبنا مستمر في مقاومته الشعبية، وسيواصل العمل والبناء وإن هدموا بيتا سنعيد بناءه مرة تلو المرة، مثلما حدث في قرية العراقيب في النقب التي هدمها الاحتلال مئة مرة، غير أن شعبنا بإصراره على البقاء أعاد بنائها.
من جانبه، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، أن الجماهير المرابطة على بوابات القدس جاءت لتقول كلمتها، وتسمع العالم صوتها، فبعد ألفية اليوم ستكون هناك ألفيات أخرى وستتصدى لكل المشاريع الاستيطانية، مضيفا أن شعبنا لن يخذل الخان الأحمر وسيقف معه بكل قوة وتحدي.
وقال إن هذه معركة إنهاء الاحتلال والتصدي للاستيطان وإسقاط ما تسمى "صفقة القرن"، داعيا إلى نبذ الخلافات الداخلية والتمسك بالوحدة الوطنية لأن المعركة الحقيقية هي في وجه الاحتلال.
ووجه عساف رسالة للاحتلال أن الفعاليات لن تكون هنا فقط، بل ستمتد لتشمل كل مكان من هذا الوطن، لافتا إلى أن الخان الأحمر ليس قضية المئات بل قضية شعبنا كله ولن نقبل أن يرتكب الاحتلال نكبة ثانية، وأن كل هذه المخططات لن تمر.
وقال: "بقرار من الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وكل الفلسطينيين، سنتصدى لصفقة القرن، بتكثيف مقاومتنا الشعبية الميدانية، وستسقط الصفقة على أيدي الصامدين".
ودعا دول العالم إلى اتخاذ إجراءات ضد الجرائم وسياسة التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا.
من ناحيته، قال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبو داهوك، إن الاحتلال يعمل منذ سنوات طويلة على تهجير أهالي القرية، من خلال ممارساته وإجراءاته العنصرية بحقهم، والتضييق عليهم اقتصاديا وفرض الأوامر العسكرية بحقهم.
وتحدث عن اعتداءات المستوطنين المستمرة بحق أهالي الخان الأحمر، والتي كانت تجري بعيدا عن عدسات الصحفيين، مشيرا إلى أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في هذا الوقت في نقل صوت ورسالة القرى البدوية.
وقال أبو داهوك إن سلطات الاحتلال عمدت خلال سنوات طوال على ابتزاز أهالي الخان الأحمر من خلال تقديم عروض مالية ضخمة مقابل تركهم أراضيهم، مشددا أن الاهالي تصدوا ورفضوا كل تلك المحاولات، لتأتي المحاكم الإسرائيلية وتفرض قرارات جائرة بحق الخان الأحمر، وتعين قضاة من مستوطنات "كفار أدوميم" و "ميشور أدوميم" المقامتان على أراضي القرية، لشرعنة القوانين العنصرية، وقوانين التهجير.
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عدنان الحسيني، أن هذه المواجهة أثبتت أن شعبنا قادر على تحقيق النصر وحده بعد أن كان يراهن على العديد من الجهات والأطراف.
وشدد على أن ما تسمى "صفقة القرن" التي تحاول الإدارة الأميركية فرضها، ستفشل أمام صمود شعبنا وسنبقى هنا حتى دحر آخر مستوطن من أرضنا.
أما رئيس لجنة القدس في المجلس الثوري لحركة فتح عدنان غيث، فقال إن شعبنا أوصل رسالة إلى الاحتلال وأعوانه، بأن مشاريعكم وبطشكم يوحدنا ويشد من عزيمتنا وإصرارنا والمضي قدما نحو دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حقوق شعبنا العادلة، وتطبيق القوانين والمواثيق الدولية.
وفي كلمة القوى الوطنية، حيّا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي صمود شعبنا في الخان الأحمر، مؤكدا أن ذلك يشكل حماية للقدس والأغوار من حرب التطهير العرقي.