رام الله الإخباري
شهدت البلاد ومناطق في سوريا ولبنان والأردن منذ بداية الشهر الحالي العديد من الهزات الأرضية، تركزت أغلبها في أراضي ال48، وعلى الحدود المشتركة مع لبنان والأردن وسوريا
وأثارت الهزات المتتابعة التي وصل عددها لأكثر من 42 هزة، العديد من التساؤلات والمخاوف، حول ماهية هذه الزلازل وفيما إذا كانت مقدمة لحدوث زلازل أكبر. وقال خبراء بمجال رصد الزلازل لصحيفة عربي 21 إن عملية التنبؤ بوقوع زلزال كبير تعتبر من المسائل الصعبة التي يصعب التكهن بها قبل حدوثها .
ولفت مدير مرصد الزلازل الأردني، محمود القريوتي، إلى إن الهزة الأرضية التي حصلت في طبريا المحتلة، بدأت بقوة 4.2 وتمثل "عاصفة زلزالية"، تعود لوجود صدع البحر الميت التحويلي، والذي يبدأ من خليج العقبة جنوبا، مرورا بوداي عربة، والبحر الميت، طبريا، إلى لبنان فغرب سوريا وصولا إلى الجنوب التركي، وهو ما يسمى بـ"صدع البحر الميت التحويلي"، وهو المسؤول عن الحركة الزلازلية النشطة حاليا.
وتابع في حديثه للصحيفة أنه من المستحيل التوقع بأي نشاط في المرحلة القادمة، وما يحدث عبارة عن عاصفة زلزالية لا يمكن التنبؤ بزمن نهايتها، مشيرا إلى أن منطقة هذا الصدع مرت بعواصف ونشاطات زلزالية كثيرة سابقا وهي تتكرر باستمرار.
بدوره، أبين الخبير الجيولوجي ومدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل جلال دبيك، أن الهزات الأرضية التي حصلت، وقع معظمها شمالي بحيرة طبريا، وتعد إحدى
أنواع النشاط الزلزالي الذي يتخلله حدوث عشرات الهزات الأرضية الخفيفة، وتحديدا في منطقة تسمى "صدع أصبع الجليل"، وهو عبارة عن انكسار أرضي، ضمن مناطق الانكسار الموجودة في فلسطين وحولها والتي تعيش حاليا حالة نشاط زلزالي.
وذكر أنه هذه المناطق كانت عبر التاريخ مركزا لزلازل أكثر قوة، منها زلزال حدث عام 1202 ميلادي، وأدى لدمار كبير في فلسطين ولبنان، وسوريا والأردن.
ونوه الدبيك في حديثه إلى احتواء فلسطين على أكثر من صدع، إلى جانب صدع شمال البحر الميت الذي يشهد نشاطا ملحوظا، صدع آخر في وادي عربة في النقب، ومنطقة الكرمل، لافتا إلى أن لكل صدع منها زمن دوري تتكرر فيه الزلازل بدرجات قوة مختلفة.
وأكد دبيك أنه لا يمكن التنبؤ بزلزال كبير كما يشاع، لأنها قد تحدث دون سابق إنذار، وأشار إلى احتمالين، "الأول: استمرار الهزات الأرضية الخفيفة في فلسطين لفترات أطول تساهم في تفريغ الطاقة وتتوقف، والثاني: قد تثير زلزال كامل، وهذا أقل حظا، ولا يمكن حسم الأمر"، منوها إلى أن أنظمة الإنذار المبكر الموجودة في العالم محدودة، وتعطي انذار مبكر قبل 3 إلى 20 ثانية كحد أقصى، وهي غير متوفرة بالدول المحيطة في المنطقة حتى إسرائيل.
وبين أن زلازل في طبريا تمتاز في حدوثها بأزمان متفاوتة، مستدركا بالقول إن المقلق فيها كونها الأكثر قوة من نظيراتها القريبة، مشيرا إلى وجود منطقة صدع الكرمل، وهي منطقة "فارعة-الكرمل"، حيث يتكرر حدوث الزلازل فيها كل 250-300 سنة، وسجل عام 1759 وقوع آخر زلزال مدمر فيها.
أما في منطقة "بيسان-صفد"، يضيف دبيك، إلى انها تعرضت لزلزال عام 1836، كذلك في عام 1927 وقع زلزال شمال البحر الميت، وكانت قوته 6.2-6.3، وهذا الزلزال يحدث كل مئة عام، أما في منطقة وادي عربة، وبئر السبع بالقرب من مفاعل ديمونة، توجد بؤرة زلزالية، لكنها بؤرة لها زمن دوري، يحصل فيها زلزال قوي نسبيا".
ولفت دبيك، إلى أن مجموعة البؤر الزلزالية في فلسطين، تتبع لمنظومة متكاملة لحفرة الانهدام، وبالتالي، من الممكن أن تتأثر منطقة بالمسار الزلزالي لمنطقة أخرى، إلا أن ما يميز منطقة فلسطين، أن الزلازل تحدث في مراكزها الجوفية في باطن الأرض، ذات أعماق محدودة حدها الأقصى 15 كلم.
وأضاف أن النشاط الزلزالي خلال 24 ساعة الماضية، بدأ يهدأ، في إيقاعه وعدد هزاته، لافتا إلى وقوع زلزال صباح اليوم الخميس، بمقياس 2.5 حسب مقياس ريختر. وفي ذات السياق، قال دبيك، إن "منطقة فلسطين تقع على صفيحة، والأردن على صفيحة أخرى، والزلازل تحصل بسبب حركة القشرة الأرضية، وهي قطع متجاورات، وتتحرك مقتربة ومبتعدة عن بعضها، وهذه الحركة تحدث إجهادات في طبقات الأرض.
وأشار إلى أن فلسطين تتحرك كل سنة مبتعدة عن الأردن بحركة انزلاقية باتجاه الجنوب، بمعدل 3-5 مليمتر أو 5-7 مليمتر، فعلى سبيل المثال مدينة الخليل، بعد 15 مليون سنة ستكون محل مدينة العقبة، وفق هذه الحسابات". المصدر: سكاي نيوز عربي
عربي 21
