أقرت حكومة الاحتلال مجموعة من الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة حولت القطاع من السجن الأكبر إلى الزنزانة الانفرادية الأكبر في العالم، هذا ما كتبته صحيفة هآرتس العبرية في افتتاحيتها اليوم.
يأتي ذلك بعد قرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غادي إيزنكو، إغلاق معبر كرم أبو سالم المنفذ الوحيد الذي يتيح لسكان غزة الحصول على السلع وتصدير القليل من منتجاتهم.
إضافة إلى تقليص مساحة صيد الأسماك وأكدت الصحيفة أن إخراج هذا القرار يأتي بسبب فشل إسرائيل في حربها على الطائرات الورقية، ويشهد بشكل أساسي على هروبها من أي حل حقيقي من الممكن أن يهدئ المواجهات في القطاع المحاصر.".
وتحاول إسرائيل أن ترغم حركة حماس على وقف الهجمات ضدها، ومن المفترض أن تكون هذه هي الخطوة الأخيرة قبل إطلاق النار المباشر على المدنيين أو القتل المستهدف لقيادة حماس.".
وتسببت الحرائق التي تسببت بها الطائرات الورقية الحارقة التي انطلقت من قطاع غزة بالكثير من الحرائق والأضرار المادية، وهذا ما اعتبرته الصحيفة تهديداً حقيقياً على حياة المستوطنين في غلاف غزة
وأضافت الصحيفة أن تجاهل حكومة الاحتلال لكل المقترحات التي من شأنها المساعدة في تطوير قطاع غزة، والتعافي الاقتصادي الكبير، والتهدئة طويلة المدى، ومنح تصاريح العمل بسخاء، يعني أن إسرائيل تعتقد أن الحل العسكري هو الحل الوحيد .
وتابعت هآرتس بافتتاحيتها "لقد تولد هذا الوهم بعد عملية الجرف الصامد والتي أدت لحوالي أربع سنوات من الهدوء النسبي، وتسببت في الكسل السياسي والرضا عن النفس الذي خلق نشوة القوة المتوحشة".
ويبدو أن تل أبيب تتوقع أن الغزيين -الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في البؤس- يضغطون بموجبه على قادة حماس حتى ينهوا الهجمات على إسرائيل. وبعبارة أخرى "ما لم تتمكن العمليات العسكرية الوحشية من تحقيقه فسوف يجلبه (السكان) العُزّل"".
واختتمت هآرتس افتتاحيتها بالدعوة إلى "السعي للتنسيق مع حماس، عبر مصر أو أي بلد آخر على استعداد للمساعدة، لاستبدال الردود العسكرية بسياسة التنمية وإعادة التأهيل، وأن ترى حماس كجزء من الحل، وإلا فإن الحكومة لن تكون قادرة على إقناع الجمهور الإسرائيلي بأنها فعلت كل ما في وسعها لمنع الحرب