رام الله الإخباري
ينظر العرب والمسلمون عموما، والفلسطينيون خصوصا، وبحق، إلى اقتحامات اليهود للحرم القدسي والتجوال في باحات المسجد الأقصى على أنها اعتداء إسرائيلي على هذا المكان المقدس. ففي السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، في العام 2009، تم تصعيد هذه الاقتحامات التي ترافقها دعوات إلى بناء الهيكل المزعوم مكان المساجد في الحرم الشريف. ولا يشارك الإسرائيليون غير المتطرفين في هذه الاقتحامات.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب تزايد هيمنة التيار الصهيوني – الديني والتيار الحريدي – القومي على المجتمع الإسرائيلي، وانتقال الصهيوني – الديني خصوصا من أطراف المشهد السياسي الإسرائيلي إلى مركزه، وتشكيل حكومة اليمين المتطرف الحالية، في العام 2015. وخلال هذه الفترة، "انتعشت" ما يُسمى بـ"حركات الهيكل"، بأن اتسعت صفوفها وازداد تمويلها، وباتت الدعوة لبناء "الهيكل" معلنة ووتيرة ترديدها أسرع من ذي قبل.
رغم ذلك، فإن نتنياهو، في تضليل واضح، منع الوزراء في حكومته من اقتحام الأقصى، منذ العام 2015، لكن أبقى على السماح باقتحامات أعضاء الكنيست المتطرفين والمستوطنين وأنصار اليمين من داخل "الخط الأخضر". وعاد نتنياهو وسمح، الأسبوع الماضي، لوزرائه باقتحام الأقصى الذي يجري تحت حراسة أمنية مشددة.
وكان أول المقتحمين وزير الزراعة، أوري أريئيل، وهو أحد أبرز قادة المستوطنين، الذي قام بجولة في باحات المسجد الأقصى برفقة مجموعة من المستوطنين، اليوم الأحد. وتلته عضو الكنيست شارين هسكال، من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أريئيل قوله في أعقاب اقتحامه، اليوم، "إننا نأمل ونصلي أن يكون يوم التاسع من آب (العبري وهذه ذكرى خراب الهيكلين المزعومين) يوم فرح مثلما يقول النبي (في الأسطورة التوراتية)، أن يُبنى الهيكل، وألا يكون هناك صياما وتقديم القرابين التي قرأناها هذا الأسبوع في التوراة، ونتمكن من إجرائها وليس التعلم عنها فقط".
كيف سينفذ أريئيل وغيره من المتطرفين، الذين يحكمون إسرائيل حاليا، أمنيتهم، أي بناء "الهيكل"؟ لا توجد على هذا السؤال سوى إجابة واحدة، وهي هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وأريئيل يعلم ذلك عندما يتمنى بناء "الهيكل"، وكذلك نتنياهو.
وكان التنظيم السري اليهودي الإرهابي قد أعدّ في نهاية سبعينيات القرن الماضي مخططا لتفجير قبة الصخرة. وحتى أن أعضاء التنظيم جمعوا كميات كبيرة من المواد المتفجرة لتنفيذ مخططهم. وما ينبغي الالتفات إليه الآن، هو أن قادة هذا التنظيم وواضعي مخطط تفجير قبة الصخرة وبناء "الهيكل" مكانها، هم مستشارون رسميون لنتنياهو وعدد من وزرائه.
وهذا لم يكن المخطط الأول. ففي 21 آب/أغسطس العام 1969، بعد سنتين من احتلال القدس، أقدم يهودي أسترالي متطرف، يدعى مايكل دنيس روهن، على إحراق المسجد الأقصى، والتسبب بأضرار فادحة للمسجدن قبل إخماد النيران فيه.
ويواصل الإسرائيليون المتطرفون اقتحام الأقصى واستفزاز الفلسطينيين. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن منظمة "ييرأوا"، التي تشجع اقتحامات الأقصى، إنه شارك في هذه الاقتحامات 22,566 شخصا منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
عرب 48