رام الله الإخباري

نشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن القنبلة التي فجرها نادي يوفنتوس من خلال الإعلان عن سعيه للتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي أصبح محط أنظار الجميع خلال هذه الصائفة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته  صحيفة عربي 21  إن الأخبار التي تتمحور حول إمكانية انتقال النجم البرتغالي كريستيانو إلى الدوري الإيطالي تمثل دفعة قوية بالنسبة لفريق يوفنتوس، ولكن التحاقه بفريق "البيانكونيري" سيكون نبأ محزنا لبقية فرق الدوري الإيطالي.

ومن غير المؤكد ما إذا كان لدى فريق السيدة العجوز ما يكفي من المال لتغطية هذه الصفقة الخيالية، إلا أن الهالة الإعلامية والحماس الجماهيري الذي رافق الحديث عن هذه الصفقة، يبدو دافعا كافيا للاستمرار في الحلم. وفي إيطاليا، تتباين آراء المشجعين والصحف والمحللين حول مدى واقعية رغبة فريق يوفنتوس في ضم كريستيانو رونالدو إلى صفوفه.

وأكدت الصحيفة أن الجميع أدلى بدلوه في هذا الموضوع، الذي شد اهتمام الرأي العام في إيطاليا خلال الأيام الأخيرة. وقد اعتبر البعض أن التفكير في جلب كريستيانو رونالدو هو فكرة رائعة، بينما أكد آخرون أن الأمر ليس أكثر من مجرد مقترح ولن تتم ترجمته إلى مساع فعلية، فيما رأى شق ثالث أن هذه الفكرة مجنونة وصعبة المنال.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا شهدت خلال اليومين الماضيين تراجع الشغف بمتابعة فعاليات كأس العالم في روسيا، وانصب كل الاهتمام على كريستيانو رونالدو، خاصة أن هذه الدورة من المونديال تشهد غياب المنتخب الإيطالي وهو ما أثر كثيرا على المتابعة الجماهيرية للمباريات.

واعتبرت الصحيفة أن نجاح فريق يوفنتوس في جلب كريستيانو رونالدو، سوف يقدم دفعة قوية للقيمة السوقية للدوري الإيطالي، لأنه تصعب مقارنة اسم هذا اللاعب الحاصل على الكرة الذهبية في خمس مناسبات مع أي من الأسماء الأخرى المتداولة حاليا.

وأوردت الصحيفة أن أبرز الانتقالات التي يتم الحديث عنها في هذه الفترة، تتعلق بأسماء لا تحظى بالنجومية، مثل انتقال البرتغالي جواو كانسيلو من فالنسيا إلى يوفنتوس، وانتقال البلجيكي راجا ناينغولان إلى إنتر ميلان. ووسط هذه الأسماء المتواضعة، ظهر اسم كريستيانو رونالدو فجأة، لتصاب الأوساط الرياضية في إيطاليا بحالة من الجنون.

وأفادت الصحيفة بأن مشجعي يوفنتوس يشعرون بعد فوزهم بلقب السكوديتو للمرة السابعة على التوالي، وخسارتهم لنهائي رابطة الأبطال ضد برشلونة سنة 2015 وضد الريال سنة 2017، أن قدوم النجم البرتغالي سيعزز من حظوظهم في الفوز باللقب الأوروبي هذه المرة. ولن يمثل النجاح في التعاقد مع كريستيانو رونالدو دفعة لفريق يوفنتوس فحسب، وإنما لكرة القدم الإيطالية بشكل عام التي تحتاج إلى هذه الصدمة، خاصة بعد أن خفت بريقها وفشل المنتخب في الترشح لكأس العالم.

ومن المنتظر أن تشارك في الموسم المقبل من منافسات دوري أبطال أوروبا أربعة فرق إيطالية، على الرغم من أن هذا اللقب لم يفز به أي فريق إيطالي منذ سنة 2010، العام الذي فاز به الإنتر بثلاثية بقيادة جوزيه مورينيو. لذلك، يرى العديد من المتابعين أنه من الصعب على الفرق الإيطالية في الوقت الحالي منافسة عمالقة الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي، إلى جانب العملاقين باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ.

كما أشارت الصحيفة إلى أن فريق إيه سي ميلان، الذي فاز بأكبر عدد من ألقاب دوري أبطال أوروبا، يتعرض حاليا لعقوبة تمنعه من المشاركة في كلتا المسابقتين القاريتين، وهو دليل آخر على الأزمة التي تعيشها الكرة الإيطالية داخل الملعب وخارجه.

وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يشكل قدوم كريستيانو رونالدو نقطة تحول في أوضاع الكرة في إيطاليا، ليعيد أمجاد الكالتشيو وإشعاعه، مثلما كان عليه الحال أثناء وجود نجوم كبار من أمثال مارادونا، وبلاتيني، وزيكو، وسوكراتيس، وخوليت، وريكارد، وفان باستن وماتيوس.

وتوقعت الصحيفة أن نجاح هذه الصفقة سوف يجعل الكرة الإيطالية تستعيد جاذبيتها في بقية أنحاء العالم، لأنه إذا نجح فريق يوفنتوس في جلب رونالدو، فإن بقية الفرق سوف ترد الفعل وتسعى لجلب نجوم آخرين. كما ستوفر هذه الصفقة عوائد ضخمة من حقوق بث مباريات الدوري الإيطالي، حيث أن الجهات المالكة لحقوق البث في كامل أنحاء العالم يمكن أن تحقق فجأة أرباحا خيالية بسبب الزيادة المنتظرة في عدد المشاهدين، وربما تدخل في منافسة مع الدوريات المتصدرة لهذا المجال، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي.

وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن الكرة الإيطالية تحتاج لكريستيانو رونالدو أكثر من فريق يوفنتوس في حد ذاته، لذلك تنتظر الجماهير الآن أن تتمكن إدارة فريق السيدة العجوز من تأمين المال اللازم وكل الظروف المحيطة، لإنجاح صفقة القرن.
 

 

عربي 21