جثث امرأة و4 أطفال ملقاة في أحد جوامع درعا تنتظر أحداً ليتعرف عليها

درعا

رام الله الإخباري

ما زالت جثث امرأة و4 أطفال ملقاة في أحد جوامع مدينة درعا، تنتظر أحداً ليتعرف عليها قبل الدفن. قد يبدو الأمر مستغرباً للبعض، لكن عمليات القصف الأخيرة على الجنوب السوري حوَّلت المكان إلى «يوم القيامة»، حسب ما وصفه أحد الناجين.

القصة بدأت بعد أن أغار الطيران الروسي على بلدة صيدا صباح الخميس 5 يوليو/تموز 2018، وعدد من القرى والبلدات في المنطقة؛ وهو ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، قام على أثرها الدفاع المدني السوري بنقل المصابين والجثث إلى مدينة درعا البلد، حيث توجد بعض النقاط الطبية، إلى حين توقف عمليات القصف.

مدينة مكتظة بالغرباء

عبد الرحمن الحريري (من صيدا)، وصف ما حدث معه، صباح يوم الإثنين 2 يوليو/تموز 2018، بـ»الكابوس»، وقال إنه لا يتذكر شيئاً مما حدث.. «مرت فترة طويلة، لكن في النهاية لا أتذكر سوى لقطات قصيرة فقط».

طفلان من أفراد عائلة الحريري كانا حيَّين عند الوصول إلى درعا، إلا أن جراحهما العميقة والنزيف الشديد الذي أصابهما جعلاهما يفارقان الحياة.

وبيّن محمد الحريري (أحد ناشطي درعا)، أن هناك عائلة أخرى بأكملها قُتلت ليلة الخميس 5 يوليو/تموز 2018، من عائلة «المسالمة» المعروفة في درعا، ولفت إلى أن عدد أفراد العائلة 9؛ الأب والأم و7 أبناء، ووصف ما يحدث بأنه «يشبه يوم القيامة»!

وقال محمد الخالدي (من درعا أيضاً)، إنهم يحتفظون بجثث العائلات إلى حين التعرف عليهم، كإجراء أَوليّ قاموا بتعميم صورهم على جميع المراكز، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الجرحى لا يُعرف أقاربهم أو كيف الوصول لهم؛ بسبب اكتظاظ المدينة بالنازحين الغرباء عن المدينة، يؤكد الخالدي لـ»عربي بوست».

عائلات بأكملها دفنت تحت الأنقاض جراء القصف

الوصول إلى بلدة صيدا والقرى المحيطة بها بات مستحيلاً، حسبما يؤكد أحد العاملين في الدفاع المدني، حتى عمليات الإنقاذ والتفتيش عن ناجين محتملين توقفت، في انتظار توقُّف القصف.. «لم يبقَ أحد في القرية.. على الأرجح، نزحوا إلى مكان أكثر أمناً، ونحاول من خلال مراكزنا الوصول إليهم».

وتستهدف الغارات الجوية -حسب تأكيدات شهود عيان، من بينهم أبو محمد شام- النازحين على الشريط الحدودي مع الأردن أيضاً، وذلك بهدف دفع قوات المعارضة للقبول بشروط النظام وروسيا خلال المفاوضات، التي انهارت مساء الأربعاء 4 يوليو/تموز 2018، بين الطرفين.

وبيّن مصدر عسكري من المعارضة السورية، أن الغارات الجوية تركز على القرى والبلدات الواقعة على الطريق المؤدي إلى معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن، وقال لـ»عربي بوست» إن الهدف الرئيسي لقوات النظام هو الوصول إلى المعبر وإعادة تشغيله، كما من شأن ذلك شطر مناطق المعارضة بشكل كامل إلى قسمين، وهو ما سيُضعفها مع مرور الوقت.

تصعيد كبير بعد فشل المفاوضات

وشهدت ليلة 2 يوليو/تموز 2018، تنفيذ قوات النظام السوري وحليفتها روسيا مئات الضربات الجوية على بلدات في محافظة درعا بجنوب سوريا، في تصعيد جديد أعقب فشل المفاوضات بين النظام وروسيا من جهة وقوات المعارضة من جهة أخرى.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس 5 يوليو/تموز 2018، تنفيذ أكثر من 600 ضربة جوية بين غارات وقصف بالبراميل المتفجرة، استهدفت بشكلٍ خاصٍ بلدات الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة، الواقعة في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن التصعيد «غير مسبوق» منذ بدء الحملة العسكرية. وأضاف: «يحوِّل الطيران السوري والروسي هذه المناطق إلى جحيم»، متحدثاً عن «قصف هستيري على ريف درعا، في محاولة لإخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك، خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر الأربعاء 4 يوليو/تموز 2018».

عربي بوست