تقديرات إسرائيلية: 80 ألف مبنى مهدد بالانهيار إذا وقعت هزة أرضية عنيفة

هزة ارضية في اسرائيل

رام الله الإخباري

بعد سلسة الهزات الأرضية التي ضربت الداخل المحتل، يوم أمس الأول، كما ضربت البلاد هزة أرضية ظهر أمس، الخميس، وبلغت شدتها 3.2 درجة على سلم ريختر، وكان مركزها شمالي البلاد، تتكرر التحذيرات من وقوع هزة أرضية مدمرة في كل لحظة.

وإزاء ذلك، فإن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 80 ألف مبنى في كافة أنحاء الداخل المحتل، والتي يزيد ارتفاعها عن ثلاثة طوابق، لا تنطبق عليها المواصفات المطلوبة كي تصمد أمام هزة أرضية عنيفة.

وتبين أن جزءا كبيرا من هذه المباني يقع على طول غور الأردن والشق السوري الأفريقي، مثل طبرية وصفد وبيسان وإيلات.

وكانت سلسلة الهزات الأرضية قد بدأت فجر الأربعاء، حيث تعرض شمالي الداخل المحتل لهزة أرضية بلغت شدتها 4.1 درجة على سلم ريختر، وكان مركزها في بحيرة طبرية. وبعد نحو ساعة وقعت هزتان أخريان ارتداديتان وبقوة أقل من الأولى. وقرابة الساعة 22:47 ضربت البلاد هزة أرضية أخرى بلغت شدتها 4.5 درجة، وكان مركزها في بحيرة طبرية أيضا.

كما تعرضت فلسطين المحتلة، ظهر أمس الخميس، لهزة أرضية أخرى بقوة 3.2 درجة، وكان مركزها في بحيرة طبرية، وعلى عمق 15 كيلومترا.

وبحسب صحيفة "معاريف"، فإنه في ظل المخاوف من هزة أرضية مدمرة، فإن المعهد الجيوفيزيائي يؤكد أن ظاهرة الهزات الارتدادية وبدرجات أقل معروفة، وتحصل أحيانا في عمق البحر الميت.

وكانت لجنة بين وزارية للهزات الأرضية قد أشارت في تقديراتها إلى أنه يتوقع أن يصل عدد الضحايا، نتيجة هزة أرضية مدمرة، إلى سبعة آلاف، ينما يتوقع أن يصل عدد المصابين بإصابات ما بين متوسطة وخطيرة إلى نحو تسعة آلاف.

كما توقعت أن تتهدم عشرات آلاف المباني أو تتعرض لأضرار شديدة، وأن تتعرض عشرات آلاف المباني إلى أضرار متوسطة وطفيفة، وتوقعت أن يكون نحو 170 ألفا من السكان بدون مأوى.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إنه في السنوات الأخيرة حصل تغيير إيجابي من جهة جاهزية السلطات المحلية لهزة أرضية قوية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة عن جنرال الاحتياط في الجبهة الداخلية، غيلي شنهر، قوله إنه من المتوقع أن تضرب البلاد هزة أرضية قوية، ولكن لا يمكن معرفة توقيت حدوثها بدقة.

يذكر في هذا السياق أن البلاد تعرضت لهزات أرضية مدمرة في عام 1927، وسبقها هزة أرضية أخرى مدمرة عام 1837. وتشير التقديرات إلى أن الهزات الأرضية المدمرة تحصل بوتيرة تتراوح ما بين 90 إلى 100 عام.

وحذر شنهر من اللامبالاة من قبل الجمهور، لافتا إلى أن الهزات الأرضية الأخيرة ليست مماثلة للهزة الأرضية القوية المتوقعة التي يجري التحذير منها، مؤكدا أن الفارق بين هزة بدرجة 4 وهزة أخرى بدرجة خمسة هو 30 ضعفا.

وأضاف أنه يجدر الانتباه إلى الفجوة بين كل درجتين، فالهزات الأرضية بدرجة 6 أو 7 قد تؤدي إلى انهيار مبان وانهيار بنى تحتية وإصابات كثيرة، مؤكدا أن الهزة الأرضية هي حدث مفاجئ، ولذلك يجب الاستعداد لها مسبقا.

وعلى صلة، نقلت الصحيفة عن خبراء في الاستعدادات للطوارئ قولهم إن "الإسرائيليين معتادون وجاهزون بدرجة عالية لسيناريوهات الحرب، ولكن لا يعرفون كيف يواجهون هزة أرضية".

وتقول د. كرميت رفوفورت، مديرة معهد إدارة حالات الطوارئ والكوارث في المركز الأكاديمي للقضاء والأعمال إن الجاهزية للهزة الأرضية أمر معقد، حيث تنقص التجربة في البلاد مع الهزات الأرضية القوية، مضيفة أن ذلك يؤدي إلى نوع من اللامبالاة في وسط السكان.

ويقول مدير قسم الجيوفيزياء التطبيقية في المعهد الجيوفيزيائي، د. أوري فريزلندر، إنه لا يمكن استخلاص أي شيء من الهزات الأرضية الأخيرة بشأن مستقبل الهزات الأرضية في المنطقة.

ويقول "شعر الجميع بثلاث هزات أرضية ضربت البلاد في الأسبوع الأخيرة، ولكنها كانت عمليا نحو 30 هزة أرضية، وغالبيتها لا نشعر بها، وإنما يتم قياسها بالأجهزة السيسمولوجية فقط".

وأضاف أنه "لا يمكن التنبؤ ماذا سيحصل يوم غد أو بعد غد، ولكن توالي الهزات الأرضية في منطقة بحيرة طبرية يؤكد إلى وجود نشاط زلزالي في الشق السوري الأفريقي في هذه المنطقة، ولكن لذلك لا يشير بالضرورة إلى ما قد يحصل مستقبلا".

من جهتها نقلت صحيفة "هآرتس" عن المعهد الجيوفيزيائي أنه ضربت البلاد في الأيام الأخيرة 8 هزات أرضية بقوة تتراوح ما بين 3 حتى 4.5 درجة. ونحو 30 هزة أرضية في المجموع.

وبحسب عالم الجيولوجيا، البروفيسور أموتس عجنون، من الجامعة العبرية، فإن الهزات الأرضية الصغيرة تسبق الهزة الأرضية الكبيرة، ولكن لا يمكن معرفة متى تحصل الهزة الأرضية المدمرة، مشيرا إلى أن الفترة الزمنية بين هزتين مدمرتين في البلاد تصل إلى مائة عام، ولكنه يضيف أن ذلك يعني أن الهدوء قد يستمر نحو عام بعد الهزة أو مائتي عام.

بحسب المعهد الجيولوجي فإن المنطقة التي وقعت فيها الهزات تقع على الشق السوري الأفريقي. ويضيف أن زيادة عدد الهزات الأرضية ليست أمرا نادرا، فهي تحصل أحيانا في المنطقة.

ويضيف المعهد أنه قبل 5 سنوات ضربت منطقة طبرية عشرات الهزات الأرضية الصغيرة خلال شهر، وكان أشدها بدرجة 3.7 درجة.

 

عرب 48