إسبانيا.. أرقام هائلة وخيبة مدوية

خروج المنتخب الاسباني من كأس العالم في روسيا

رام الله الإخباري

رغم الاستحواذ على الكرة بنسبة 74% ووصول عدد التمريرات إلى 1137 والسيطرة المطلقة كانت الإحصائية الوحيدة المهمة لإسبانياهي إهدار ركلتي جزاء لتودع كأس العالم من الدور ثمن النهائي.

وارتقى إيغور إكينفييف إلى مرتبة الأبطال بالتصدي لركلتي ترجيح أمام إسبانيا، وكان هذا الوقت الوحيد الذي تعرض فيه الحارس الروسي للاختبار، إذ رغم تراجع فريقه للدفاع لنحو 120 دقيقة سددت إسبانيا تسع مرات فقط على المرمى، ونادرا ما شكلت تلك التسديدات تهديدا.

وبلغت إسبانيا القمة عندما اعتمدت على التمرير والتحلي بالصبر والثقة في أنها ستسجل بطريقة أو بأخرى.غير أنه ثبت أن الصبر غير مفيد أمام منافس مرهق ومتواضع في الدور ثمن النهائي وكان يجب أن تهتز شباكه.وعلى النقيض بدت إسبانيا عاجزة عن زيادة سرعتها، وبمرور الوقت زادت آمال صاحبة الأرض بعد إدراك أن المنافس الأعلى تصنيفا لم يعد خطيرا.

وبعد مرور 35 دقيقة كان عدد تمريرات إسبانيا قد وصل إلى ثلاثمئة مقابل 63 لروسيا، لكنها لم تسدد كرة واحدة على المرمى وتقدمت بفضل هدف عكسي من سيرغي إغناشفيتش.واعتمدت روسيا على الدفاع والسماح لمنافستها بتمرير الكرة أمامها بإيقاع بطيء للغاية.

وبدت هذه خطة معقولة بعد جلوس أندريس إنييستا المفاجئ على مقاعد البدلاء منذ البداية، ولم يبد أن أي لاعب من إسبانيا يرغب أو يستطيع تغيير إيقاع اللعب أو صنع الإلهام الذي كان علامة مميزة للماتادور في آخر عقد من الزمن.وظل المأزق ذاته حتى بعد نجاح روسيا بعد هجمة نادرة في إدراك التعادل عبر إرتيم جيوبا من ركلة جزاء في الدقيقة الـ41 عقب لمسة يد احتسبت ضد جيرار بيكيه.

6d805af9-d65d-4161-af6f-b0cf277bc86d

وتغير الوضع قليلا بعد الاستراحة، مما أجبر المدرب فرناندو هييرو على إشراك إنييستا.وبعد خروج جيوبا لعبت صاحبة الأرض آخر نصف ساعة من الوقت الأصلي بدون مهاجم مع اتجاه كل اللاعبين للدفاع، في حين واصلت إسبانيا الاستحواذ على الكرة.

واستقبلت الجماهير الروسية وصول المباراة إلى الوقت الإضافي بترحاب كأنها فازت بكأس العالم، لكن إسبانيا التي شاهدت العديد من لاعبي المنافس يسقطون على الأرض بسبب الإرهاق والتقلصات العضلية كانت متأكدة أنها ستعثر على طريقة لوضع الكرة داخل الشباك.

واستحقت روسيا التي ركض لاعبوها أكثر من أي فريق آخر في دور المجموعات الإشادة بفضل العمل الذي قدمه الفريق لتضييق المساحات ومنع أي خطورة على الرغم من أن التحركات المحدودة والبطيئة من هجوم إسبانيا جعلت المهمة تبدو أسهل مما كان يجب أن تكون.وصمدت روسيا مع انتهاء نصف الوقت الإضافي ثم استجمعت قواها في آخر 15 دقيقة، إذ بدأت إسبانيا في اكتشاف المأزق التي وقعت فيه.

ومع الاستعداد لتسديد ركلات الترجيح للمرة الأولى في تاريخ مشاركتها ببطولة كبرى على الإطلاق بدا كما لو أن المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف ربما يعاني للعثور على خمسة لاعبين لديهم طاقة لتسديد ركلات الترجيح.

وفي النهاية احتاجت روسيا أربع ركلات فقط بعدما أكمل تألق إكينفييف إحدى أفضل المباريات الدفاعية في تاريخ كأس العالم ليرسل روسيا إلى الدور ربع النهائي وتكتفي إسبانيا بالاحتفاء برقم غير مسبوق في المونديال بأكثر من 1100 تمريرة لم تكن كافية للفوز على منافس سجل لاعبوه 290 تمريرة فقط.

 

الجزيرة