رام الله الإخباري
قصاص أثر برتبة ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يروي تفاصيل البحث، والعثور على جثث المستوطنين الثلاثة الذين أسرتهم حركة حماس في العام 2014.
وعن تفاصيل القضية كتبت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية: وحدة البحث أرادت إجراء تغيير في آلية البحث عن المستوطنين، سألوا عدد من الأسئلة، من هم الخاطفون؟، بماذا يعملون؟، وعن ماذا هم مسؤولين؟، فإن كان الخاطف راعي أغنام مثلاً، ويعرف ما هية المنطقة، وبحثوا في مناطق لم يبحث الجيش فيها، أسبوعان ونصف بعد عملية الخطف عملت القوات على أساس أن المستوطنين أحياء.
في 30 حزيران ، أسبوعان ونصف بعد عملية الخطف وصلت القوات لخربة أرنبة، بالقرب من بلدة حلحول، فجأة رأينا كومة من القش لا علاقة لها بمعالم المنطقة، رفعوا القش، باشروا بالحفر، شاهدوا صندل وكف يد.
ضابط قص الأثر هاني القرعان كان في المعسكر، استدعي إلى المكان ومعه العالم أجمع حسب وصف الصحيفة، عملية الدفن كانت بسيطة، وضعوا الجثث وبعض الحجارة، والحصى ومن ثم الأشواك.
الضابط في جيش الاحتلال هاني القرعان كان من أوائل من وصلوا للمكان، وأدرك فوراً إنهم هم، كنت أعرفهم جيداً، كل صباح نظرت لصورهم لعلي أرى أحدهم يجلس في مكان ما، عندما وصلت رأيت ما لا يريد أحد أن يرى، شعور بارتياح من جهة إنه تم العثور عليهم، وشعور بالخسارة بان عثرنا عليهم أموات.
الجثث نقلت في مروحية رئيس الأركان بني جنتس، والضابط هاني القرعان استمر في البحث، والذي قال في سياق الموضوع:“ذهبت إلى حيث دفنوهم، لاحظت أن شيء ما غير سوي، استمريت في الحفر، فوجدت كيس فيه جزء ملابسهم، صندل وقبعة، في نهاية يوم البحث، وفي طريق العودة شاهدت على مفترقات مستوطنات “غوش عتصيون” و”كارمي تسور” و “ألون شافوت” مئات المستوطنين مع شموع، المنظر كان محزن جداً” هكذا يقول الضابط
القرعان صمت ونظر من مسافة بعيدة إلى المكان الذي وجدت فيه الجثث في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الفلسطينيون. تردد للحظة، نظر إلى الأرض وقرر الكشف عن قصة لم يخبرها بها أحد من قبل، وقال:
” ليلة قبل العثور على جثث المستوطنين استدعيت إلى خربة أرنبة، حيث وجدوا قميصاً عليه شيء أحمر، أدركت أنه ليس للأمر علاقة، والسبب الدم يتحول لونه لأسود بعد ساعتين، ولكن قررت أن أجري عملية تفتيش، كان هناك شيء يشبه الحفرة/ مغارة، قررت الدخول ووجدت بداخلها سكين، قائد اللواء قال علينا المغادرة، والحفرة/المغارة كانت تبعد 500 متر عن مكان دفن المستوطنين.
وحول إن كان لديه احتمالات أن يعثر عليهم أموات، قال الضابط القرعان، ولا مرّة طلبت من قصاصي الأثر البحث عن جثث، بل البحث عن علامات، كالدماء، أكثر المناظر الصعبة كانت رؤية والد أحد المستوطنين صباح يوم الجمعة أمام غرفة العمليات، اعتقدت أننا سنجدهم بعد قليل، وبعد يوم أول من البحث فكرت في ذلك الأب، وأنه ليس لدينا أجوبة له.
وعن التأخير في البدء في البحث عنهم، وحول إن كان بإمكانهم العثور عليهم لو تم العلم أبكر بخطفهم، قال، استغرقت أسبوع عملية تركيب الأجزاء على بعضها البعض، حتى فهمنا لماذا سافرت مركبة الخاطفين إلى دورا، ولماذا يوجد تأخير في الكاميرات، وعندما طلبوا البحث في الصحراء فعلنا، مع إنه لم تكن هناك ذبابة، وعلينا أن نتذكر أن طبوغرافية المنطقة لم تكن سهلة.
وعن العبر المستخلصة من عملية خطف المستوطنين قال القرعان، نحن اليوم أكثر مهنية، يوجد لدينا خطط عمل منظمة، في السابق كان الكثيرون يبحثون عن سفرات مجانية، اليوم الظاهرة قلت وتراجعت.
لقراءة الجزء الاول | اضغط هنا
مدار نيوز